معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

نجر

صفحة 393 - الجزء 5

نجر

  النون والجيم والراء أصلان: أحدهما تسويةُ الشّيء وإصلاحُ قَدرِه، والآخر جِنسٌ من الأدواء.

  الأوّل نَجْر الخشبِ، ونَجَره نَجْرًا، وفاعله النَّجَّار، وهو منه، كأنّه شيء سُوِّي⁣(⁣١). نَجَره نجراً. وكذا النَّجْر: الطَّبْع. ويقولون - وما أدري كيف صِحّته -:

  إنَّ نَجْران البابِ: الخشَبة الذي يدور فيها.

  والأصل الآخر النَّجَر، قالوا: نَجِرَت الإبلُ: عَطِشَت، ويقال مَجرت⁣(⁣٢)، هو أن تَشرَب فلا تَرْوَى، وذلك يكون من أكل الحِبَّة. وحكى الخليلُ النّجْران:

  العَطشان. قالوا: وشهرُ ناجرٍ من هذا، لأنَّ الإبل تَنْجَر فيه. قال ابنُ السِّكِّيت:

  النَّجَر: أن يشرَبَ الإنسانُ اللّبَنَ الحامِضَ فلا يَرْوَى من الماء.

نجز

  النون والجيم والزاء أصلٌ صحيح يدلُّ على كمالِ شيءٍ في عَجلةٍ من غير بُطْء. يقال: نَجَزَ الوعدُ يَنْجُز⁣(⁣٣). وأنجزْتُه أنا: أعجلتُه. وأعطيته ما عِندي حتَّى نَجَزَ آخِرُه، أي وصل إليه آخرُه. وبِعْهُ ناجزاً بناجز، كقولهم يداً بيد: تعجيلًا بتعجيل. والمناجَزَة في الحرب: أن يتبارَزَ الفارسان، أي يُعجِّلانِ القتالَ لا يتوقفان⁣(⁣٤).

نجس

  النون والجيم والسين أصلٌ صحيح يدلُّ على خلاف الطّهارة. وشيء نَجِسٌ ونَجَسٌ: قذِر. والنَّجَس: القذَر. وليس ببعيد أن يكون


(١) في الأصل: «سمى».

(٢) في الأصل: «نجرت». انظر اللسان (نجر ٦٧).

(٣) يقال أيضا من باب (فرح).

(٤) في الأصل: «لا يتوقعان».