معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

نجه

صفحة 398 - الجزء 5

  فَمنْ بِنَجوتِهِ كمن بعَقْوَتِه ... والمستكنُّ كمَنْ يمشي بِقرْواحِ⁣(⁣١)

  وإنّما قُلنا إنّه محمولٌ عليه لأنّه لمَّا نَجَا من السَّيل فكأنَّه الشيء الذي يَنجو من شيءٍ بذَهابٍ عنه. فهذا معنى المحمول.

  وقولهم: بيني وبينهم نَجَاوَةٌ⁣(⁣٢) من الأرض، أي سعة، من الباب؛ لأنَّه مكان يُسرَعُ فيه ويُنْجَى.

  وفي الحديث: «إذا سافرتم في الجَدْبِ فاسْتَنْجُوا».

  يريد لا تُبطِئُوا في السير، ولكن انكَشِفُوا ومُرُّوا.

  ومن الباب النَّجْو: السَّحاب، والجمع النِّجاء؛ وهو من انكشافِه لأنَّه لا يثبت.

  قال ابن السكّيت: أنْجَت السّحابةُ: ولّتْ. وقولهم: استَنْجَى فلانٌ، قالوا هو من النَّجْوَة، كأنَّ الإنسانَ إذا أرادَ قضاءَ حاجته أتى نَجوةً من الأرض تستره، فقيل لمن أرادَ ذلك استنجى، كما قالوا: تغوَّطَ، أي أتى غائطاً.

  ومن الباب نجَوْتُ فلاناً: استَنْكَهْتُه، كأنّكَ أردتَ استكشافَ حالِ فيه.

  قال:

  نجَوْتُ مُجَالِدًا فوجدت فيه ... كريح الكَلْبِ ماتَ حديثَ عَهْدِ⁣(⁣٣)


(١) لعبيد بن الأبرص في ديوانه ٨٦ واللسان (نجا) ومختارات ابن الشجري ١٠١. ويروى أيضا لأوس بن حجر في ديوانه ٤ والأغانى (١٠: ٦).

(٢) وردت في المجمل والقاموس، ولم ترد في اللسان.

(٣) للحكم بن عبدل الأسدي، كما في الحيوان (١: ٢٥١). وقصيدة البيت في معجم الأدباء (١٠: ٢٣٢) وورد بدون نسبة في اللسان (جلد، نكه، نجا) والمخصص (١١: ٢٠٩).

ويروى: «نكهت مجالدا».