معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

نحو

صفحة 403 - الجزء 5

  فالأولى نَحَلَ جِسمُه نُحولًا فهو ناحل، إذا دقَّ، وأنْحلَه الهمُّ. والنَّواحل:

  السُّيوف التي رَقَّت ظُباتُها من كثرة الضَّرْب بها.

  والثانية: نَحلْتُه كذا، أي أعطيتُه. والاسم النُّحْل. قال أبو بكر⁣(⁣١): سمِّي الشّيء المُعطَى النَّحْلان. ويقولون: النُّحْل: أن تُعطِيَ شيئاً بلا استِعْواض. ونَحَلْتُ المرأةَ مَهْرَها نِحلةً، أي عن طِيب نَفْسٍ من غير مطالَبة. كذا قال المفسِّرون في قوله تعالى: {وَآتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً}.

  والثالثة قولهم: انْتحَلَ كذا، إذا تعاطاه وادَّعاه. وقال قوم: انتحلَه، إذا ادّعاه مُحِقّا؛ وتَنَحَّله، إذا ادَّعاه مُبطِلا. وليس هذا عندنا بشيء ومعنى انتحل وتَنحَّل عندنا سواء. والدليل على ذلك قولُ الأعشى:

  فكيف أنا وانتحالِي القوَا ... فِ بعدَ المشيبِ كفى ذاك عارا⁣(⁣٢)

نحو

  النون والحاء والواو كلمةٌ تدلُّ على قصد. ونحوْتُ نَحْوَها.

  ولذلك سمِّي نَحْوُ الكلام، لأنه يَقصِد أصول الكلام فيتكَلَّمُ على حَسَب ما كان العرب تتكلَّم به. ويقال إنَّ بني نَحْوٍ: قومٌ من العرب⁣(⁣٣). وأمّا [أهل⁣(⁣٤)] المَنْحَاةِ فقد قيل: القَوم البُعَداء غيرُ الأقارب.

  ومن الباب: انتحَى فلانٌ لفلانٍ: قَصَدَه وعَرَض له.


(١) الجمهرة (٢: ١٩٢).

(٢) ديوان الأعشى ٤١ واللسان (تحل). والقواف، هي القوافي، مثل ما جاء في قول اللّه:

{وَجِفانٍ كَالْجَوابِ}، أي كالجوابى. وفي الديوان:

«فما أنا أم ما انتحالى القواف».

(٣) في اللسان: «بطن من الأزد». وهم في الاشتقاق ٣٠٠ بنو نحو بن شمس.

(٤) التكملة من المجمل واللسان.