معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

نفر

صفحة 459 - الجزء 5

نفر

  النون والفاء والراء: أصلٌ صحيح يدلُّ على تجافٍ وتباعد.

  منه نَفر الدّابّةُ وغيرُه نِفاراً، وذلك تَجافِيهِ وتباعُدُه عن مكانِه ومَقرِّه. ونَفَر جلدُه: وَرِمَ.

  وفي الحديث: «أنَّ رجلًا تخلَّلَ بالقَصَب فنَفَرَ فَمُه».

  أي وَرم.

  قال أبو عبيد: وإنّما هو من نِفَار الشّيءِ عن الشّيءِ وتَجافِيهِ عنه؛ لأنّ الجلد يَنفِر عن اللَّحم للدَّاء الحادِثِ بينهما. ويَوم النَّفْر: يومَ يَنفِر النّاسُ عن مِنًى. ويقولون:

  لقيته قبل صَيحٍ ونَفْرٍ، أي قبلَ كلِّ صائح ونافر. والمنافرة: المحاكمة إلى القاضي بين اثنَين، قالوا: معناه أنَّ المُبتغَى تفضيلُ نَفرٍ عَلَى نفرٍ⁣(⁣١). وأنفرت أحدَهما على الآخر. والنَّفَر أيضاً من قياس الباب لأنَّهم يَنفِرون للنُّصْرة. والنَّفير: النَّفَر، وكذا النَّفْر والنَّفْرة، كلُّ ذلك قياسُه واحد. وأنشَدَ الفرّاء في النَّفْرة:

  حَيَّتْكَ ثُمَّتَ قالتْ إنَّ نَفْرَتَنا ... اليومَ كلّهُمُ يا عُرْوَ مشتَغِلُ⁣(⁣٢)

  وتقول العرب: نَفَّرْتُ عن الصَّبىِّ، أي لقَّبتُه لَقَبا، كأنَّه عِندهم تنفيرٌ للجِنّ عنه وللعَيْن. قال أعرابىّ: قيل لأبِي لما وُلِدْت: نَفِّرْ عن ابنك! فسمَّاني قُنفُذا، وكَنَّاني أبا العَدّاء.

نفز

  النون والفاء والزاء أُصَيْلٌ يدلُّ على الوُثوب وشِبْه الوُثوب.

  ونَفَزَ الظَّبي: وثَبَ في عَدْوِه. والمرأة تنفِّز ولدها: ترقِّصه. وأنْفَزتُ السَّهمَ على ظهر يدي: أدَرْتُه. قال:


(١) في الأصل: «عن نفر». وفي المجمل: «كأن معناها تفضيل أحد الرجلين على الآخر».

(٢) في الأصل: «ياعز»، صوابه في اللسان (نفر).