معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

بدن

صفحة 211 - الجزء 1

بدن

  الباء والدال والنون أصلٌ واحد، وهو شخص الشئ دون شَوَاه، وشَواهُ أطرافُه. يقال هذا بدَنُ الإنسان، والجمع الأبدان. وسمى الوَعِل المُسِنُّ بَدَناً مِن هذا. قال الشاعر:

  قد ضمّها والبَدَنَ الحِقَابُ⁣(⁣١) ... جِدِّى لِكُلِّ عاملٍ ثَوابُ

  الرأسُ والأكْرُعُ والإِهابُ

  وإنما سمِّى بذلك لأنهم إذا بالَغُوا في نَعْت الشئ⁣(⁣٢) سمَّوهُ باسمِ الجِنس، كما يقولون للرّجُل المبالَغِ في نعته: هو رجُل، فكذلك الوَعِل الشَّخيص⁣(⁣٣)، سُمِّى بَدَنا. وكذلك البَدَنَة التي تُهدَى للبيت، قالوا: سمِّيت بذلك لأنَّهم كانوا يستسمنونها. ورجلٌ بَدَنٌ أي مُسِنٌّ. قال الشاعر⁣(⁣٤):

  هل لِشبابٍ فَاتَ مِنْ مَطْلَبِ ... أمْ ما بُكاءُ البَدَنِ الأشْيَبِ

  ورجل بادِنٌ وبَدِينٌ، أي عظيم الشَّخصِ والجِسم، يقال منه بَدُن.

  وفي الحديث: «إني قد بَدُنْتُ⁣(⁣٥)».

  والنَّاس قد يروُونه: «بَدَّنتُ». ويقولون: بَدَّنَ إذا أسَنَّ. قال الشاعر⁣(⁣٦):


(١) يصف كلبة اسمها «العقاب» طلبت وعلا مسنا في جبل يدعى «الحقاب». انظر اللسان (حقب، بدن) ومعجم البلدان (الحقاب). قال ابن برى: «الصواب: وضمها». وقبله:

... قد قلت لما جدت العقاب ...

وفي المجمل:

أقول لما خاتت العقاب ... وضمها والبدن الحقاب.

(٢) في الأصل: «الشمس».

(٣) الشخيص: العظيم الشخص. وفي الأصل: «الواعل الشخص سمى الشخت بدنا»، وهي عبارة محرفة.

(٤) هو الأسود بن يعفر، كما في اللسان (بدن).

(٥) انظر الحديث بتمامه في اللسان (١٦: ١٩٢).

(٦) هو حميد الأرقط، كما في اللسان (بدن).