وهو أنْ ينحتَّ من لحمه ثم ينحَتَّ، لا ينْهَمُّ في أوَّل سفَرِه⁣^(⁣١)، ولكنَّه يذهَبُ منِه ثمّ تَبقى بُرَايَةٌ، ثم تذهب وتبقى بُراية. وفلانٌ ذو بُرايةٍ أيضاً.

  ومن هذا الباب أيضاً البُرَةُ، وهي حَلْقَةٌ تُجعل في أنف البعير، يقال ناقة مُبْرَاةٌ وجملٌ مُبْرًى، قال الشاعر⁣^(⁣٢):

  فقَرَّبْتُ مُبْراةً يُخالُ ضُلوعُها ... مِنَ الماسِخِيَّاتِ القِسِىَّ الموتَّرَا

  وهذه بُرَةٌ مَبْرُوَّةٌ، أي معمولة. ويقال: أَبْرَيْتُ النَّاقةَ أُبريها إبراءً، إذا جعَلْتَ في أنفها بُرَة. والبُرَةُ أيضا حَلْقَةٌ مِن ذهبٍ أو فِضّة إذا كانتْ دقيقةً معطُوفَةَ الطَّرَفين، والجمع البُرَى والبُرُون والبِرُون⁣^(⁣٣). وكلُّ حلقةٍ بُرَةٌ.

  قال أبو عُبيدٍ: ذُو البُرَةِ الذي ذكره عَمرو بن كلثومٍ:

  وذُو البُرَةِ الذي حُدِّثْتَ عنه ... به نُحْمَى ونَحمى المُلْجَئِينا

  رجلٌ تَغْلِبىّ كان جعَلَ في أنفِه بُرَةً لنَذْرٍ كان عليه. وقيل البُرَة سيفٌ، كان له سيف يسمَّى البُرَة. والبُرَاءُ النُّحَاتة، وهو من الباب. قال الهُذَلىّ⁣^(⁣٤):

  حَرِق المفارِق كالبُرَاءِ الأعفَرِ⁣^(⁣٥)

(١) ينهم: يذهب سمنه. وفي الأصل: «يتهم»، محرفة.

(٢) هو الشماخ، ديوانه ٢٧ واللسان (٤: ٢٤). وقد وهم في اللسان (١٨: ٧٦) في نسبته إلى النابغة الجعدي، وذلك لأن للجعدى قصيدة على هذا الروى. وسيأتي في (مسخ).

(٣) في اللسان والقاموس أن جمعه «برين وبرين» بضم فكسر وبكسرتين. وما في المقاييس أظهر لأنه يصور حلة الجمع المرفوع، وأما اللسان والقاموس فيصور حالة الجمع المنصوب والمجرور مع أن مقام التعبير فيها يقتضى إثبات حالة الرفع فقط. وهو مثل عضون في الرفع وعضين في النصب والجر جمعا لعضة.

(٤) هو أبو كبير الهذلي، كما في ديوان الهذليين ٦٤ نسخة الشنقيطي والمجمل واللسان (١٨: ٨٥).

(٥) وسيأتي في (حرق). وصدره كما في اللسان وديوان الهذليين:

... ذهبت بشاشته وأصبح واضحاً ... .