معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب الباء والراء وما معهما في الثلاثي

صفحة 243 - الجزء 1

  وأما الأصل الآخر فالبرد النَّوم. قال اللّه تعالى: {لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً}. وقال الشاعر⁣(⁣١):

  فإنْ شِئْتِ حَرّمْتُ النِّساءَ عليكُم ... وإن شِئْتِ لم أطْعم نُقاخاً ولا بردَا⁣(⁣٢)

  ويقال بَرَد الشئُ إذا دامَ. أنشد أبو عبيدةَ:

  اليوم يومٌ بارِدٌ سَمُومُه ... مَن جَزِع اليومَ فلا تَلومُه⁣(⁣٣)

  بارد بمعنى دائم. وبَردَ لي على فلانٍ من المال كَذَا، أي ثَبَتَ. وبَرَدَ في يدِى كذا، أي حَصَل. ويقولون بَرَدَ الرّجُلُ إذا ماتَ. فيحتمِل أن يكون من هذا، وأن يكون مِن الذي قَبْلَه.

  وأما الثالث فالبُرْد، معروفٌ. قال:

  وإني لَأَرْجُو أنْ تُلَفَّ عَجَاجَتِى ... على ذِى كِساءٍ من سَلَامانَ أو بُرْدِ

  وبُرْدَا الجرادة: جناحاها⁣(⁣٤).

  والأصل الرابع بَرِيد العَسَاكر؛ لأنه يَجئُ ويذْهَب. قال:

  خَيَالٌ لأُمِّ السَّلْسَبِيل ودُونها ... مَسيرةُ شَهْر للبريد المذَبذَبِ⁣(⁣٥)

  ومحتمل أن يكون المِبْرَدُ من هذا، لأن اليَدَ تَضْطَرِبُ به إذا أُعمِلَ.


(١) هو العرجى، كما في اللسان والصحاح (نقخ، برد) وأضداد ابن الأنباري ٥٣.

(٢) الرواية المعروفة: «حرمت النساء سواكم».

(٣) البيتان في اللسان (٤: ٥٢) وأضداد ابن الأنباري ٥٣. ويروى «من عجز» كما عند ابن الأنباري وفي إحدى روايتي اللسان. وقد روى في المجمل والأضداد: «فلا نلومه» بالنون.

(٤) في الأصل: «جناحان». وانظر الحيوان (٥: ٥٥٦).

(٥) البيت للبعيث بن حريث، كما في حماسة أبى تمام (١: ١٤١). وفي الأصل: «لأم السليل»، تحريف.