معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

بعث

صفحة 266 - الجزء 1

  وإبسالِى بَنِىَّ بغَيْرِ جُرْمٍ ... بَعَونَاهُ ولا بِدَمٍ مُرَاقِ⁣(⁣١)

  قالوا: ومِنه بَعَوْتُه بعَينِى أي أصبتُه.

  والأصل الثَّانى البَعْو. قال الخليل: هو العاريَّة، يقال استَبْعَيْتُ منه، أي استعرت. وقال أيضاً البَعْوُ القَمْر، يقال بَعوْتُه بَعْواً أي أصبتُ مِنْه وقَمَرتُه. قال:

  صَحَا القَلْبُ بعد الإلْفِ وارتَدَّ شَأْوُهُ ... ورَدَّتْ عَلَيْهِ ما بَعَتْهُ تُماضِرُ⁣(⁣٢)

  قال الأصمعىّ: يقال أبْعَيْتُ فلاناً فَرَساً، في معنَى أخْبَلْتُه⁣(⁣٣)، وذلك إذا أَعَرْتَه إيَّاه ليغْزُوَ عليه. والاستبعاء أن يَستعِير الرَّجلُ فَرَساً من آخَرَ يسابِق عليه. يقال استبعَيتُه فأبْعَانى؛ وهو البَعْو. قال الكميت:

  ليستَبْعِيا كَلْباً بَهِيماً مُخَزَّماً ... ومَنْ يَكُ أفْيالًا أُبُوَّتُهُ يَفِلْ

بعث

  الباء والعين والثاء أصلٌ واحد، وهو الإثارة. ويقال بعثْتُ النّاقةَ إذا أثَرْتَها. وقال ابنُ أحمر⁣(⁣٤):

  فبعثْتُها تَقصُ المَقَاصِرُ بَعْدَ ما ... كَرَبَتْ حَياةُ النَّارِ للمُتَنَوِّرِ⁣(⁣٥)

بعج

  الباء والعين والجيم أصل واحدٌ، وهو الشَّقّ والفَتْح. هذا والبابُ الذي ذكرنَاهُ في الباء والعين والقاف من وادٍ واحد، لا يكادانِ يَتَزَمّلان.


(١) سبق الكلام على البيت في حواشي مادة (بسل).

(٢) أنشده في اللسان (بعا):

(٣) الإخبال: أن يعطى الرجل الرجل البعير أو الناقة لينتفع بها ثم يردها إليه. قال زهير:

هنالك إن يستخبلوا المال يخبلوا ... وإن يسألوا يعطوا وإن ييسروا يغلوا.

(٤) نسب البيت التالي في اللسان (٦: ٤٠٩/ ٧: ٣٧٥) إلى ابن مقبل يصف ناقة.

(٥) انظر اللسان (١٨: ٢٣٣).