معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب الباء والكاف وما يثلثهما

صفحة 289 - الجزء 1

  وهو الذي كان يَحَمَّقُ؛ وكان بَكْرُه يَصْدُر عن الماء مع الصَّادِرِ وقد رَوِىَ، ثم يَرِدُ مع الوَارِدِ قبل أنْ يصل إلى الكلأ.

  قال الخليل: والبِكْرُ من النِّساء التي لم تُمْسَسْ * قطُّ. قال أبو عبيدٍ: إذا وَلَدتِ المرأةُ واحداً فهي بِكْرٌ أيضاً. قال الخليل: يسمَّى⁣(⁣١) بِكْراً أو غُلاماً أو جارية.

  ويقال أشدُّ الناسِ بِكْرٌ ابنُ بِكْرَين⁣(⁣٢). قال: وبقرةٌ بِكْرٌ⁣(⁣٣) فَتِيّةٌ لم تَحْمِل.

  والبِكْرُ من كلِّ أمرٍ أولُه. ويقول: ما هَذَا الأمْرُ بِبَكِيرٍ ولا ثَنِىٍّ، على معنى ما هو بأوَّلٍ ولا ثانٍ. قال:

  وقوفٌ لَدَى الأبوابِ طُلَّابُ حَاجَةٍ ... عَواناً من الحاجاتِ أو حاجةً بكرا⁣(⁣٤)

  والبِكْرُ: الكَرْم الذي حَمَلَ أوّلَ مَرَّة. قال الأعشى:

  تَنَخَّلَها مِنْ بِكار القطاف ... أزَيْرِقُ آمِنُ إِكْسادِها⁣(⁣٥)

  قال الخليل: عَسَلٌ أبْكارٌ تُعَسِّلُه أبكار النَّحْل، أي أفْتاؤُها، ويقال بل الأبكارُ من الجَوارى يَلِينَهُ. فهذا الأصلُ الثاني، وليس بالبعيد من قياس الأوَّل.


(١) أي يسمى ولدها.

(٢) انظر الحيوان (٣: ١٧٤/ ٥: ٣٣١) وثمار القلوب ٥٣٣ - ٥٣٤. واللسان (بكر ١٤٥).

(٣) في الأصل: «بكرة»، تحريف.

(٤) البيت للفرزدق في ديوانه ٢٢٧ برواية:

«قعود لدى.. .».

وقبله:

وعند زياد لو يريد عطاءهم ... رجال كثير قد يرى بهم فقر

ونسب في اللسان (٥: ١٤٥) إلى ذي الرمة، وليس في ديوانه.

(٥) بكار: جمع باكر، كصاحب وصحاب، وهو أول ما يدرك. وفي الأصل: «بحار» صوابه في الديوان ٥١ واللسان (٥: ١٤٤).