معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

تبل

صفحة 363 - الجزء 1

  هذهِ القراءة اللُّحوق، ومِن أهْلِ العربيَّة مَن يجعل المعنى فيهما واحداً.

  والتُّبَّعُ في قول القائِل⁣(⁣١):

  يَرِدُ المياهَ حَضِيرَةً ونَفِيضةً ... وِرْدَ القَطاةِ إذا اسْمألَّ التُّبَّعُ⁣(⁣٢)

  هو الظِّلُّ، وهو تابعٌ أبداً للشَّخص. فهذا قياسٌ أصدَقُ من قَطاةٍ. والتَّبِيع وَلَد البقرة إذا تَبِع أُمَّه، وهو فَرْض الثَّلاثين⁣(⁣٣). وكان بعضُ الفقَهاء يقول:

  هو * الذي يَستوِى قَرْناه وأذُناه. وهذا من طريقة الفُتْيا، لا من قياس اللغة.

  والتَّبَعُ قوائم الدابّة، وسُمِّيت لأنّه يتْبع بعضُها بعضاً. والتَّبِيع النَّصير، لأنه يَتْبعُه نَصرهُ. والتَّبيع الذي لك عليه مالٌ، فأنت تَتْبَعُه.

  وفي الحديث: «مَطْلُ الغَنِىِّ ظُلْمٌ، وإذا أُتْبِعَ أحدُكُمْ على مَلِئٍ فليَتَّبِعْ».

  يقول: إذا أُحِيلَ عليه فليَحْتَلْ.

تبل

  التاء والباء واللام كلماتٌ متقاربة لفظاً ومعنى، وهي خلاف الصَّلاح والسَّلامة. فالتَّبْل العَدَاوة، والتَّبْل غَلَبة الحُبِّ على القلب، يقال قلبٌ متْبُولٌ.

  ويقال تَبَلَهم الدَّهرُ أفْنَاهم. وقالوا في قول الأعشى:

  أأَنْ رأَتْ رجُلًا أعشَى أَضرَّ به ... ريبُ المَنون ودهرٌ خائنٌ تَبِلُ⁣(⁣٤)

تبن

  التاء والباء والنون كلماتٌ متفاوتةٌ في المعنى جدًّا، وذلك دليلٌ أنَّ من كلام العرب موضوعاً وضْعاً مِن غير قياسٍ ولا اشتقاق. فالتِّبنُ


(١) هي سعدى بنت الشمردل الجهنية، من قصيدة في الأصمعيات ٤١ - ٤٣.

(٢) في اللسان (حضر، نفض، سمأل، تبع). والتبع، بضم التاء وفتح الباء المشددة أو ضمها.

(٣) في الأصل: «الثلثين» وهو من بقايا الرسم القديم. وفي حديث معاذ بن جبل حن بعثه الرسول الكريم إلى اليمن: «أمره في صدقة البقر أن يأخذ من كل ثلاثين من البقر تبيعاً، ومن كل أربعين مسنة».

(٤) ديوان الأعشى ٤٢ واللسان (تبل). ويروى:

«... خابل تبل»، ويروى:

«... متبل خبل».

ولم يذكر في الأصل مقول القول، ولعله أراد أن البيت موضع قول.