معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

جنن

صفحة 421 - الجزء 1

  والجُمجمة: جُمجُمَة الإِنسان؛ لأنها تجمع قبائلَ الرأس. والجمجمة: البئر تُحفَر في السَّبَخَة. وجَمَّ الفرس وأجمَّ⁣(⁣١) إذا تُرك أنْ يُركَبَ. وهو من الباب؛ لأنه تَثُوب إليه * قوّتُه وتجتمع. وجَماجِم العرب: القبائل التي تجمع البطون فيُنسَب إليها دونَهم، نحو كَلْب بن وَبْرة، إذا قلت كلبىٌّ واستغنيتَ أن تنسِبَ إلى شئٍ من بطونها.

  والجَماء الغَفير: الجماعة من الناس. قال بعضهم: هي البيضةُ بَيْضة الحديد؛ لأنها تجمع شَعرَ الرَّأس⁣(⁣٢).

  ومن هذا الباب أجَمّ الشئُ: دنا.

  والأصل الثاني الأجمّ، وهو الذي لا رُمْحَ معه في الحرب. والشّاة الجمّاء التي لا قَرْن لها. وجاء

  في الحديث: «أُمِرْنا أن نبنىَ المساجدَ جُمًّا⁣(⁣٣)».

  يعنى أن لا يكون لجدرانها شُرَفٌ.

جنن

  الجيم والنون أصل واحد، وهو [السَّتْر] والتستّر. فالجَنَّة ما يصير إليه المسلمون في الآخرة، وهو ثواب مستورٌ عنهم اليومَ. والجَنّة البستان، وهو ذاك لأنَّ الشجر بِوَرَقه يَستُر. وناسٌ يقولون: الْجَنَّة عند العرب النَّخْل الطّوَال، ويحتجُّون بقول زهير:

  كأنّ عَيْنَىّ [في] غَرْبَىْ مُقَتَّلَةٍ ... مِن النَّواضح تَسْقِى جَنَّةً سُحُقا⁣(⁣٤)


(١) يقال جم، بالبناء للفاعل، وأجم بالبناء للفاعل والمفعول.

(٢) في اللسان (١٤: ٣٧٥): «الجماء بيضة الرأس، سميت بذلك لأنها جماء، أي ملساء.

ووصفت بالغفير لأنها تغفر أي تغطي الرأس».

(٣) في لسان (شرف، جمع): «وفي حديث ابن عباس: أمرنا أن لبنى المدائن شرفا والمساجد جما».

(٤) ديوان زهير ٣٧ واللسان (قتل، جنن). وكلمة «في» من المصادر المتقدمة والمجمل.