معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

جرى

صفحة 448 - الجزء 1

  النبي بأَجْرٍ زُغْبٍ⁣(⁣١)».

  وكذلك جَرْو الحنظل والرُّمّان.

  يعنى أنّها صغيرة. وبنو جِرْوة بطنٌ من العرب. ويقال أَلْقَى الرّجُل جِرْوَتَه، أي ربَط جَأْشَه، وصَبَر على الأمر، كأنّه ربط جرواً وسكّنَه. وهو تشبيهٌ.

جرى

  الجيم والراء والياء أصلٌ واحدٌ، وهو انسياحُ الشئ.

  يقال جَرَى الماء يَجْرِى جَرْيَةً وجَرْياً وجَرَيَاناً. ويقال للعَادَةِ الإجْرِيَّا⁣(⁣٢)، وذلك أنّه الوجْه الذي يجرِى فيه الإنسان. والجَرِىُّ: الوكيل، وهو بيّن الجِراية، تقول جَرَّيت جَرِيًّا واستَجْرَيتُ، أي اتَّخذْت.

  وفي الحديث: «لا يُجَرِّينَّكم الشَّيطان⁣(⁣٣)».

  وسمِّى الوكيلُ جَرِيًّا لأنّه يَجْرِى مَجْرى موكّله، والجمع أجْرِيَاء.

  فأمّا السفينة فهي الجارية، وكذلك الشَّمس، وهو القياس. والجارية من النِّساء من ذلك أيضاً، لأنَّها تُستَجْرَى في الخِدمة، وهي بيِّنة الجِراء قال:

  والبِيضُ قد عَنَسَت وطال جِراؤُها ... ونشَأن في قِنٍّ وفي أذْوادِ⁣(⁣٤)

  ويقال: كان ذلك في أيّامِ جِرائها، أي صباها. وأما الجِرِّيَّة، وهي الحَوْصلة فالأصل الذي يعوَّل عليه فيها أنَّ الجيم مبدلة من قاف، كأن أصلها قِرِّيّة، لأنّها تَقْرِى الشئَ أي تجمعه، ثم أبْدَلُوا القافَ جيماً كما يفعلون ذلك فيهما.


(١) في الأصل: «بجرو زغب»، صوابه من المجمل واللسان.

(٢) ومنه قول الكميت:

على تلك إجرياى وهي ضريبتى ... ولو أجلبوا طراً على وأحلبوا.

(٣) في المجمل واللسان: «لا يستجرينكم الشيطان».

(٤) للأعشى في ديوانه ٩٩ واللسان (جرا). وكلمة «وطال» ساقطة من الأصل.