معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

جرب

صفحة 449 - الجزء 1

جرب

  الجيم والراء والباب أصلان: أحدهما الشَّئ البسيط يعلوه كالنَّبات من جنسه، والآخَر شئٌ يحوِى شيئاً.

  فالأوّل الجرَب وهو معروف، وهو شئٌ ينبت على الجلْد من جنسه. يقال بعيرٌ أجرب، والجَمْع جَرْبَى. قال القطران:

  أنا القَطِرانُ والشُّعراءُ جرْبَى ... وفي القَطِرانِ للجَرْبَى شِفاءُ

  وممّا يُحمَل على هذا تشبيهاً تسميتُهم السَّماء جَرْبَاءَ، شبّهت كواكبُها بجرَب الأجرَب. قال أُسامة بنُ الحارث:

  أرَتْهُ من الجرْباءِ في كلِّ مَنْظرٍ ... طِبَاباً فمَثْوَاهُ النَّهارَ المَرَاكِدُ⁣(⁣١)

  وقال الأعشى:

  تناول كلباً في ديارهم ... وكاد يسمو إلى الجرْباء فارتفَعَا⁣(⁣٢)

  والجِرْبَة: القَرَاحَ، وهو ذلك القياس لأنّه بسيطٌ يعلوه ما يعلوه منه قال الأسعر:

  أما إذا يَعْلُو فثعلبُ جِرْبَةٍ ... أو ذِئبُ عادية يُعَجْرِمُ عَجْرَمَهْ⁣(⁣٣)

  العجرمة: سُرعةٌ في خِفّة. وكان أبو عبيد يقول: الجِرْبة المزرعة.

  قال بشر:


(١) نسخة الشنقيطي من الهذليين ٨٦ واللسان (جرب، طبب، ركد).

(٢) في البيت نقص ويستقيم بأن يكون أوله: «وقد» وبدله في ديوان الأعشى ٨٦:

وما مجاور هيت إن عرضت له ... قد كان يسمو إلى الجرفين واطلعا

وفي شرحه: «أبو عبيدة: إلى الجرباء».

(٣) وروى عجزه في اللسان (عجرم) بدون نسبة، وهو مع نسبته إلى الأسعر في الأزمنة والأمكنة (٢: ١١).