معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

جعن

صفحة 462 - الجزء 1

  أبى بكر، واللغاتُ لا تجئ بأحْسِب وأظن. فأمّا قوله جَعَمْتُ البعير مثل كَعَمْتُه⁣(⁣١).

  فلعلَّه قياس في باب الإبدال استَحْسَنَه فجعله لغةً. واللَّه أعلمُ بصحته.

جعن

  الجيم والعين والنون شئٌ لا أصْل له. وجَعْوَنة: اسم موضع.

  كذا قاله الخليل.

جعب

  الجيم والعين والعين والباء أصلٌ واحد، وهو الجَمْع. قال ابن دريد: جَعَبْتُ الشئ جَعْباً. قال: وإنما يكون ذلك في الشئ اليسير. وهذا صحيح. ومنه الجَعْبَةُ وهي كِنانة النُّشّاب. والجِعَابة صَنْعةُ الجِعَاب؛ وهو الجَعَّاب؛ وفعُله جعَّب يُجَعِّبُ تجعيباً. ويقال الجِعِبَّى والجَعِبَّاء: سافلة الإنسان. وقد أنشد الخليل فيه بيتاً كأنَّه مصنوع، وفيه قَذَعٌ، فلذلك لم نذكره.

  ومما شذَّ عن الباب الجُعَبَى ضَرْبٌ من النَّمْل، وهو من قياس الجُعْبوب الدنِىِّ من الناس؛ لأنّه متجمّع للُؤْمه، غير منبسط في الكرم.

جعد

  الجيم والعين والدال أصلٌ واحد، وهو تقبُّض في الشئ.

  يقال شعر جَعْدٌ، وهو خِلاف السَّبْط. قال الخليل: جَعُدَ يَجْعُد جُعُودةً، وجَعَّده صاحبُه تجعيدا. وأنشد:

  قد تيّمَتْنِى طفلةٌ أُملودُ ... بفاحمٍ زَيّنَهُ التَّجعيدُ⁣(⁣٢)

  ومما يُحمَل على هذا الباب قولهم نبات جَعْدٌ، ورجلٌ جَعْدُ الأصابع، كناية عن البُخْل. فأمّا قول ذي الرمة:


(١) في الجمهرة: «مثل كعمته سواء، إذا جعلت على فيه ما يمنعه من الأكل».

(٢) الشطران في اللسان (جعد).