معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

حص

صفحة 12 - الجزء 2

  ويقال حَشَّت اليد⁣(⁣١)، إذا يَبِست، كأنها شُبِّهت بالحشيش اليابس. وأحشّت الحامِلُ، إذا جاوَزَتْ وقت الوِلادِ ويَبِس الولدُ في بطنها.

  ومما شذ عن الباب الحُشَاشَة: بقية النّفْس. قال:

  أبَى اللَّهُ أن يُبقِى لنفسي حُشاشةً ... فصبراً لما قد شاء اللَّه لي صبرا⁣(⁣٢)

حص

  الحاء والصاد في المضاعف أصول ثلاثة: أحدها النَّصيب، والآخر وضوحُ الشئ وتمكنُّه، والثالث ذَهاب الشئ وقلّته.

  فالأول الحِصّة، وهي النَّصيب، يقال أحصَصْتُ الرّجلَ إذا أعطيتَه حِصَّته.

  والثاني قولهم حَصْحَصَ الشئ: وضَحَ. قال اللَّه تعالى: {الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ}.

  ومن هذا الحصحصةُ: تحريكُ الشئِ حتى يستمكن ويستقرّ.

  والثالث الحَصُّ والحُصَاص، وهو العَدْوُ. وانحَصَّ الشعْر عن الرأس: ذهَب.

  ورجلٌ أحَصُّ قليلُ الشعْر. وحَصَّتِ البيْضةُ شعرَ رأسه. قال أبو قيس بن الأسلت:

  قد حَصّتِ البَيضَةُ رأسي فما ... أطعَمُ نوماً غيرَ تَهجاعِ⁣(⁣٣)

  والحصحصة: الذَّهاب في الأرض. ورجل أحَصُّ وامرأةٌ حَصّاء، أي مشْؤُومة. وهو من الباب، كأنَّ الخير قد ذهب عَنْها. ومن هذا الباب فلانٌ يَحُصّ، إذا كان لا يُجيِر أحداً. قال:


(١) يقال: حشت وأحشت، بالبناء للفاعل والمفعول في كل منهما.

(٢) كذا ورد هذا العجز ويصح بقطع همزة لفظ الجلالة «اللّه».

(٣) قصيدة أبى قيس الأقيس في المفضليات (٢: ٨٣ - ٨٦). والبيت في اللسان (حصص)، برواية:

«... فما ... أذوق نوماً.. .».