معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

حا

صفحة 27 - الجزء 2

  ويقال للحَبُّ بالفتح أيضاً. ويقال أحبَّ البَعير إذا قام⁣(⁣١) قالوا: الإحباب في الإبل مثل الحِران في الدوابّ. قال:

  ... ضَرْبَ بَعيرِ السَّوْء إذْ أحَبّا⁣(⁣٢) ...

  أي وقَف. وأنشد ثعلبٌ لأعرابيَّةٍ تقول لأبيها:

  يا أَبَتا وَيْهاً أَبَهْ حَسَّنْتَ إلّا الرَّقَبَهْ⁣(⁣٣) ... فزِّينَنْها يا أَبَهْ⁣(⁣٤) حَتَّى يجِئَ الْخَطَبَهْ

  بإِبلٍ مُحَبْحَبَهْ⁣(⁣٥)

  معناه أنّها من سمنها تَقِف. وقد روى بالخاء «مُخَبخَبه»، وله معنى آخر، وقد ذكر في بابه. وأنشد أيضاً:

  مُحِبٌّ كإِحباب السَّقيم وإنَّما ... به أسَفٌ أن لا يَرَى مَن يُساوِرُه⁣(⁣٦)

  وأَمّا نعت القِصَر فالحَبْحاب: الرجُل القصير. ومنه قول الهُذلى⁣(⁣٧):

  دَلَجِى إذا ما اللَّيلُ جَ ... نَّ على المُقَرَّنَةِ [الحَباحبْ

  فالمقرّنة: الجبالُ⁣(⁣٨)] يدنو بعضُها من بعضٍ، كأنّها قُرِنت. والحَباحِب:


(١) قام، بدون همزة كما في الأصل والمجمل. ومعناه وقف كما سيأتي.

(٢) لأبى محمد الفقعسي، كما في اللسان (حبب). وانظر الجمهرة (١: ٢٥) والأصمعيات ٧.

(٣) هذا البيت والثلاثة بعده في اللسان (جبب). كأنها تستوهب أباها ما تزين به عنقها.

(٤) في اللسان: «فحسننها».

(٥) هذا البيت والبيت الذي قبله رويا أيضاً في اللسان (خبخب) برواية: «مخمخبة»، وهي العظيمة الأجواف، أو هي مقلوبة من «المخبخة» التي يقال لها بخ بخ، إعجاباً بها. وروى في اللسان (جبب): «مجبجبة» أي ضخمة الجنوب.

(٦) البيت في أمالي ثعلب ٣٦٩ برواية: «ما يساوره». وهو لأبى الفضل الكناني كما في الأصمعيات ٧٦ طبع دار المعارف. برواية: «من يثاور».

(٧) هو الأعلم الهذلي. وقصيدة البيت في شرح السكرى ٥٥ ومخطوطة الشنقيطي ٥٩. والبيت في المجمل واللسان (حبحب).

(٨) هذه التكملة التي تبدأ من نهاية البيت السابق، من المجمل.