معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

حسوى

صفحة 58 - الجزء 2

  وليس في الباب إلّا هذا. ويقولون: الحسَن: جَبَل، وحَبْلٌ من حبال الرمل.

  قال:

  لأمِّ الأرضِ وَيْلٌ ما أجَنَّتْ ... غداةَ أضَرَّ بالحَسَنِ السبيلُ⁣(⁣١)

  والمحاسنُ من الإنسان وغيره: ضدُّ المساوى. والحسن من الذراع: النصف الذي يلي الكُوع، وأحسِبَه سمّى بذلك مقابلةً بالنِّصف الآخر؛ لأنّهم يسمُّون النصف الذي يلي المِرفَق القبيح، وهو الذي يقال له كَسْرُ قبيحٍ. قال:

  لو كنتَ عيْراً كنتَ عَيْرَ مذَلَّةٍ ... ولو كنت كِسْراً كنت كَسِرَ قبيحِ⁣(⁣٢)

حسوى

  الحاء والسين والحرف المعتل أصلٌ واحدٌ، ثم يشتقً منه. وهو حَسْو الشئ المائع، كالماء واللبن وغيرهما؛ يقال منه حَسَوْت الّلبن وغيره حَسْواً. ويقال في المثل:

  ... لمثل ذا كنتُ أحَسِّيك الحُسَى ...

  * والأصل الفارسُ يغذو فرسَه بالألبان يحسّيها إيّاه، ثمّ يحتاج إليه في طلبٍ أو هرب، فيقول: لهذا كنتُ أفعلُ بك ما أفعل. ثم يقال ذلك لكلِّ من رُشِّح لأمر. والعرب تقول في أمثالها: «هو يُسِرُّ حَسْواً في ارتغاءِ»، أي إنّه يُوهِم أنّه يتناول رِغوة الّلبن، وإنَّما الذي يريده شُربُ اللّبنِ نَفْسِه. يضرب ذلك لمن يَمكُر، يُظهِر أمراً وهو يريد غيره. ويقولون: «نَومٌ كحَسْو الطائر» أي قليل. ويقولون:


(١) لعبد اللّه بن عنمة الضبي في اللسان (حسن) ومعجم البلدان (الحسنان) والحماسة.

(٢) قال ابن برى: «البيت من الطويل» ودخله الحزم في أوله. ومنهم من يرويه: أو كنت كسراً، والبيت على هذا من الكامل». انظر اللسان (قبح) والمقاييس (قبح).