معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

حسب

صفحة 59 - الجزء 2

  شَرِبْتُ حَسْواً وحَساءً. وكان يقال لابن جُدْعانَ حاسى الذَّهَب، لأنَّه كان له إناءُ من ذهب يحسُو منه. والحِسْىُ: مكانٌ إذا نُحِّىَ عنه رملُه نَبَع ماؤُه. قال:

  تجُمُّ جُمُومَ الحِسْى جاشت غُرُوبُه ... وبَرَّدَهُ من تحتُ غِيلٌ وأبْطَحُ⁣(⁣١)

  فهذا أيضاً من الأوّل كأنَّ ماءَه يُحسَى.

  ومما هو محمولٌ عليه احتسيت الخَبَر وتحسَّيت مثل تحسَّسْت، وحَسِيت بالشئ مثل حَسِسْتُ. وقال:

  سوى أنّ العِتاقَ من المطايا ... حَسِينَ به فهنّ إليه شُوسُ⁣(⁣٢)

  وهذا ممكنٌ أن يكون أيضاً من الباب الذي يقلبونه عند التضعيف ياء، مثل قصَّيْتُ أظفارى، وتقضَّى البازِى، وهو قريبٌ من الأمرين وحِسْىُ الغَمِيم: مكانٌ.

حسب

  الحاء والسين والباء أصول أربعة:

  فالأول: العدّ. تقول: حَسَبْتُ الشئَ أحْسُبُه حَسْباً وحُسْباناً. قال اللَّه تعالى:

  {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ}. ومن قياس الباب الحسْبانُ الظنّ، وذلك أنَّه فرق بينه وبين العدّ بتغيير الحركة والتّصريف، والمعنى واحد، لأنّه إذا قال حسِبته فكذا فكأنّه قال: هو في الذي أعُدُّه من الأمور الكائنة.

  ومن الباب الحَسَبُ الذي يُعَدُّ من الإنسان. قال أهل اللغة: معناه أن يعد آباءً أشرافاً.


(١) للمرقش الأصغر، من قصيدة في المفضليات (٢: ٤١). وكذا جاءت الرواية في المجمل وفي المفضليات: «وجرده من تحت»، أي كشفه وعراه من الشجر.

(٢) لأبى زبيد الطائي، كما في اللسان (حسا، حسس)، وأمالي القالى (١: ١٧٦).