خزم
خزم
  الخاء والزاء والميم أصلٌ يدلُّ على انثقاب الشَّئ. فكلُّ مثقوبٍ مخزومٌ. والطَّير كلُّها مخزُومة؛ لأنَّ وَتَرَاتِ أنفها مخزُومة. ولذلك يقال نَعام مُخَزَّمٌ. قال:
  ... وأرفَعُ صوتي للنَّعام المُخَزّمِ(١) ...
  وخَزَمْت الجَرادَ في العُود: نَظَمْته. وخَزمْتُ البعيرَ، إذا جعلْتَ في وَتَرَةِ أنْفه خِزَامةً من شَعْر. وعلى هذا القياسِ يسمَّى شجرةٌ من الشَّجر خَزَمة؛ وذلك أنّ لها لِحاءَ يُفتَل منه الحِبال، والحبال خزِامات.
  وقد شذَّ عن الباب الخَزُومة: البقرة(٢). وَكلمةٌ أخرى، يقال خازَمْتُ الرّجُلَ الطّريقَ، وهو أن يأخُذَ في طريقٍ ويأخُذَ(٣) هو في غيرِه حتَّى يلتقِيا في مكانٍ واحد. وأخْزَمُ: رجلٌ. فأمَّا قولهم إنّ الأخْزَم الحيَّة الذكرُ، فكلامٌ فيه نظَر.
خزن
  الخاء والزاء والنون أصلٌ يدلُّ على صيانة الشَّئِ. يقال خزَنْتُ الدِّرهَم وغيرَه خَزْناً؛ وخزَنتُ السِّرَّ. قال:
  إذا المرءُ لم يخْزُنْ عليه لِسَانَهُ ... فليس على شئِ سِواهُ بخَزَّانِ(٤)
  فأمّا خَزِنَ الّلحمُ: تغيَّرَتْ رائحتُه، فليس من هذا، إنما هذا من المقلوب
(١) البيت لأوس بن حجر، كما في الحيوان (٤: ٣٩٥) وليس في ديوانه. وصدره:
... وينهى ذوى الأحلام عنى حلومهم ... .
(٢) هي بلغة هذيل. ومنه قول أبى ذرة الهذلي:
إن ينتسب ينسب إلى عرق ورب ... أهل خزومات وشحاج صخب.
(٣) في الأصل: «واحد».
(٤) البيت لامرئ القيس في ديوانه ١٢٥. وفي اللسان بدون نسبة:
«فليس على شئ سواه بخازن».