معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

خصف

صفحة 186 - الجزء 2

باب الخاء والصاد وما يثلثهما

خصف

  الخاء والصاد والفاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على اجتماعِ شئُ إلى شئ. وهو مطّرِدٌ مستقيم. فالخَصْف خَصْفُ النَّعْل، وهو أن يُطَبَّق عليها مثلُها. والمِخْصَف: الإشْفَى والمِخْرزُ. قال الهذلي⁣(⁣١):

  حَتَّى انتهَيْتُ إلى فِراشِ عَزِيزةٍ ... سَوداءَ رَوْثَةُ أَنفِها كالمِخْصفِ⁣(⁣٢)

  يعنى بِفراش العَزيزة عُشَّ العُقَاب.

  ومن الباب الاختصاف، وهو أن يأخذ العُرْيانُ على عَوْرته ورقاً عريضاً أو شيئا نحْوَ ذلك يَسْتَترُ به. والخصِيفة: اللَّبنُ الرائبُ يُصَبُّ عليه الحليب.

  ومن الباب، وإن كانا يخْتلفانِ في أنّ الأوّل جَمْعُ شئِ إلى شئ مطابقةً، والثاني جَمْعه إليه من غير مطابقة، قولُهم حَبْلٌ خَصِيفٌ: فيه سوادٌ وبياض. قال بعضُ أهلِ اللُّغة: كل ذي لونينِ مجتمعين فهو خَصِيفٌ. قال: وأكثر ذلك السَّوادُ والبياضُ. وفرس أَخْصَفُ، إذا ارتفَعَ البلَق من بطنه إلى جنْبَيه.

  ومن الباب الخَصَفةُ، وهي الجُلَّةُ من التَّمْرِ؛ وتكون مخصوفةً. قال:

  ... تَبِيعُ بَنِيهَا بالخِصافِ وبالتَّمْرِ⁣(⁣٣) ...

  ومن الذي شذَّ عن هذه الجملة قولُهم للنّاقة إذا وضعت حَمْلَها بعد تسعة أشهر:

  خَصَفَتْ تخْصِف خِصافاً؛ وهي خَصُوفٌ.


(١) هو أبو كبير الهذلي، من قصيدة له في ديوان الهذليين ٦٤ نسخة الشنقيطي. والبيت منسوب إليه في اللسان (روث، عزز، خصف).

(٢) الروثة: المنقار. وفي الأصل: «لوثة»، صوابه من المصادر المتقدمة.

(٣) عجز بيت للأخطل في ديوانه ١٣١ واللسان (خصف). وصدره:

... فطاروا شقاقا لاثنتين فعامر ... .