معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب الخاء والضاد وما يثلثهما

صفحة 191 - الجزء 2

  قال ابن دريد: خَضَع الرّجلُ وأخْضَع، إذا لانَ كلامُه.

  وفي الحديث: «نهى أنْ يُخضِع الرّجلْ لغير امرأته».

  أي يليِّن كلامه.

  وأمّا الآخر فقال الخليل: الخَيْضعَةُ: التفافُ الصَّوت في الحربِ وغيرِها.

  ويقال هو غُبَار المعركة.

  وهذا الذي قِيل في الغُبار فليس بشئ؛ لأنّه لا قِياسَ له، إلا أن يكون على سبيلِ مجاوَرَةٍ. قال لبيدٌ في الخَيْضعة:

  ... الضاربُونَ الهامَ تحتَ الخَيْضَعَهْ⁣(⁣١) ...

  قال قومٌ: الخُيضعة مَعركةُ القِتال؛ لأنّ الأقران يَخضعُ فيها بعضٌ لبعضٍ وقد عادت الكلمةُ على هذا القول إلى الباب الأول.

  قال ابنُ الأعرابىّ: وقع القومُ في خَيْضَعةٍ، أي صَخَب واختلاطٍ. قال ابنُ الأعرابىّ: والخَضِيعة الصَّوتُ الذي يُسمَع مِن بطن الدابّة إذا عدَتْ، ولا يُدرَى ما هُوَ، ولا فِعْلَ من الخضيعة. قال الخليل: الخَضِيعة ارتفاعُ الصَّوت في الحرب وغيرِها، ثمَّ قِيل لما يُسمَع من بطن الفرس خَضِيعة. وأنشد:

  كأنّ خَضِيعةَ بطنِ الجوَا ... دِ وعْوَعةُ الذِّئبِ في فَدْفَدِ⁣(⁣٢)

  قال أبو عمرو: ويقال خَضَع بطنُه خَضِيعةً، أىْ صوّتَ.


(١) البيت من أرجوزة للبيد في ديوانه ٧ - ٨ وأمالي ثعلب ٤٤٩ والخزانة (٤: ١١٧) وانظرها مع قصتها في الخزانة وأمالي المرتضى (١: ١٣٤ - ١٤٧) والحيوان (٥: ١٧٣) والأغانى (١٤: ٩١ - ٩٢) ولعمدة (١: ٢٧).

(٢) نسب في اللسان (خضع) لامرئ القيس.