معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب الخاء واللام وما يثلثهما

صفحة 212 - الجزء 2

  لِزُغْبٍ كأولاد القَطا راثَ خَلْفُها ... على عاجِزَاتِ النَّهض حُمْرٍ حواصلُه⁣(⁣١)

  يقال: أخْلَفَ، إذا استَقَي

  والأصل الآخر خَلْفٌ⁣(⁣٢)، وهو غير قَدّام: يقال: هذا خلفي، وهذا قدّامى.

  وهذا مشهورٌ. وقال لبيد:

  فَغَدَتْ كِلَا الفَرْجَينِ تَحْسَبُ أنّه ... مَولَي المخالفةِ خلْفُها وأَمامُها

  ومن الباب الخِلْف، الواحد من أخلاف الضَّرع. وسمِّى بذلك لأنّه يكون خَلْفَ ما بعده.

  وأمّا الثالث * فقولهم خَلَف فُوه، إِذا تغيَّرَ، وأخْلَفَ. وهو

  قولُه ÷: «لَخَلُوف فم الصائم أطيَبُ عند اللَّه من ريح المِسْك».

  ومنه قول ابن أحمر:

  بانَ الشَّبابُ وأخْلَفَ العُمْرُ ... وتنكَّرَ الإخوانُ والدَّهرُ

  ومنه الخِلاف في الوَعْد. وخَلَفَ الرَّجُلُ عن خُلق أبيه: تغيَّر. ويقال الخليف: الثَّوب يَبلَى وسطُه فيْخرَج البالي منه ثم يُلْفَق، فيقال خَلَفْتُ الثَّوبَ أخْلُفُه. وهذا قياسٌ في هذا وفي البابِ الأوّل.

  ويقال وعَدَنى فأخلْفتُه، أي وجدته قد أخلَفنى. قال الأعشى:


(١) للحطيئة في ديوانه ٣٩ واللسان (خلف ٤٣٥). راث. أبطأ. وفي الأصل: «القطارات» تحريف. وفي الديوان: «راث خلقها» بالقاف، وفسره الكرى بقوله: «أي أبطأ شبابها» ثم نبه على رواية الفاء، ونسبها إلى أبى عمرو.

(٢) في اللسان: «وهي تكون اسما وظرفا. فإذا كانت اسما جرت بوجوه الإعراب، وإذا كانت طرفا لم تزل نصبا على حالها».