باب الهمزة في الذي يقال له المضاعف
  يقول: تثّبتْ في الأَمر ولا تَعْجَل يتبيَّنْ لك. قال الخليل: الأَمَم الشئ اليسير الحقير، تقول فعلت شيئاً ما هو بأَمَمٍ ولا دُونٍ. والأمم: الشئ القريب المتناوَل. قال:
  كوفِيَّةٌ نازحٌ مَحَلَّتُهَا ... لا أَمَمٌ دارُها ولا صَقَبُ(١)
  قال أبو حاتم: قال أَبو زيد: يقال أَمَمٌ أَى [صغيرٌ و(٢)] عظيم، من الأضداد. وقال ابن قميئة في الصغير:
  يا لَهْفَ نفسِى على الشَّباب ولم ... أَفقِدْ به إذْ فَقَدْتُه أمَمَا(٣)
  قال الخليل: الأمَم: القصد. قال يونس: هذا أَمْرٌ مأمُومٌ يأخذْ * به الناس. قال أَبو عمرو: رجل مِئَمٌّ أَى يَؤُمُّ البلادَ بغير دليل. قال:
  ... احذَرْنَ جوَّاب الفلا مِئمَّا ...
  وقال اللَّه تعالى: {وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ} جمع آمٍّ يؤمُّون بيتَ اللَّه أَى يقصِدونه. قال الخليل: التيمُّم يجرى مجرى التوخّى، يقال له تيَمَّمْ أَمراً حسَنا وتيمَّموا أَطيب ما عندكم تَصدَّقوا به(٤). والتيمُّم بالصَّعيد من هذا المعنى، أَى توخَّوْا أَطيبَه وأَنظَفَه وتعمّدوه. فصار التيمُّم في أفواه العامة فعلًا للتمسُّح بالصعيد، حتى يقولوا قد تَيمَّم فلان بالتُّراب. وقال اللَّه تعالى: {فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً} أي تعمَّدوا. قال:
(١) البيت لابن قيس الرقيات في ديوانه ٧٦.
(٢) تكملة يقتضيها السياق.
(٣) أي لم أفقد به شيئاً صغيراً، انظر الأضداد لابن الأنباري ١٠٦.
(٤) في الأصل: «وتيمم أطيب ما عندكم فصدقوا به»، تحريف.