معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

أن

صفحة 31 - الجزء 1

  إِن تكُ خيِلى قد أُصيب صميمُها ... فعمداً على عَيْنٍ تيمَّمْتُ مالِكا⁣(⁣١)

  وتقول يمّمتُ فلاناً بسهمي ورُمحى، أي توخَّيته دونَ مَن سِواه؛ قال:

  يمَّمتُه الرُّمحَ شزْراً ثم قلتُ له ... هذه المرُوَّةُ لا لِعْبُ الزَّحاليقِ⁣(⁣٢)

  ومن قال في هذا المعنى أمّمته فقد أخطأ لأنه قال «شزْراً» ولا يكون الشَّزْر إلّا من ناحية، وهو لم يقصد به أمامه. قال الكسائىّ: الإمامة الثمانون من الإبل⁣(⁣٣). قال:

  فمَنَّ وأعطانِى الجزيلَ وزادَنى ... أُمَامَةَ يحدُوها إلىَّ حداتُها⁣(⁣٤)

  والأمّ: الرَّئيس، يقال هو أُمُّهم. قال الشّنْفَرى:

  وأمُّ عِيالٍ قد شَهدتُ تَقُوتُهم ... إذا أطعمَتهم أحْتَرَتْ وأَقلَّتِ⁣(⁣٥)

  أراد بأمّ العيال رئيسَهم الذي كان يقوم بأمرهم، ويقال إِنّه كان تأبَّط شرًّا.

أن

  وأما الهمزة والنون مضاعفة فأصلٌ واحد، وهو صوتٌ بتوجّع. قال الخليل يقول: أنّ الرجل يئِنّ أنيناً وأنّةً وأنًّا، وذلك صوته بتوجُّع قال ذو الرّمّة:


(١) على عين، أي بجد ويقين. والبيت لخفاف بن ندبة، كما في اللسان (عين) والأغانى (١٦: ١٣٤).

(٢) البيت لعامر بن مالك ملاعب الأسنة، كما في اللسان (١٢: ٣/ ١٤: ٢٨٨).

(٣) الذي في اللسان (١٤: ٣٠٠) أن الإمامة الثلاثمائة من الإبل.

(٤) يشبه هذا البيت ما ورد في المخصص (٧: ١٣١):

أنار له من جانب البرك غدوة ... هنيدة يحدوها إليه حداتها.

(٥) انظر المفضليات (المفضلية ٢٠: ١٩).