معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

دهن

صفحة 308 - الجزء 2

  ومن الباب الدَّهْم: العدد الكثير. وادْهامَّ الزّرعُ، إذا عَلَاه السَّوادُ رِيَّا.

  قال اللَّه جلّ ثناؤُه في صِفة الجنَّتين: {مُدْهامَّتانِ}، أي سَوداوانِ في رأى العَين، وذلك للرّىّ والخُضْرة. ودَهَمتْهم الخيلُ تدهَمُهم، إِذا غَشِيَتْهُم.

  والدَّهماء: القِدْر.

دهن

  الدال والهاء والنون أصلٌ واحد يدلُّ على لِينٍ وسُهولةٍ وقِلَّة. من ذلك الدُّهْن. ويقال دَهَنْتُه أَدْهُنُه دَهْنا. والدِّهان: ما يدْهَن به.

  قال اللَّه ø: {فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ}. قالوا: هو دُرْدِىُّ الزَّيت.

  ويقال دَهَنَه بالعصا دَهْناً، إِذا ضربَه بها ضرْباً خفيفاً.

  ومن الباب الإدهان، من المُداهَنَة، وهي المصانَعة. داهَنْتُ الرجُلَ، إذا واربْتهَ وأظهرْت له خلاف ما تُضْمِرُ له⁣(⁣١)، وهو من الباب، كأنّه إذا فعل ذلك فهو يدهُنُه ويسكِّن منه. وأدْهَنْتُ إدهاناً: غَشَشْتُ، ومنه قولُه جلَّ ثناؤُه:

  {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ}. والمُدْهُنُ: ما يُجْعَل فيه الدُّهن، وهو أحد ما جاء على مُفْعُلٍ مما يُعْتَمَلُ وأَوَّلُه ميم. ومن التشبيه به المُدْهُنُ: نُقْرَةٌ في الجبَل يَستَنْقِعُ فيها الماء، ومن ذلك

  حديث النَّهدىّ⁣(⁣٢): «نَشِفَ المُدْهُنُ، ويَبِسَ الجِعْثِنُ».

  والدَّهِينُ: الناقة القليلةُ الدَّرّ ودهَنَ المطرُ الأرضَ: بَلَّها بَلًّا يَسيراً. وبنو دُهْنٍ: حىٌّ من العرب، وإِليهم ينسب عَمَّارٌ الدُّهْنىّ. والدَّهْناء: موضعٌ، وهو رملٌ ليِّن، والنسبة إليها دَهناوِىٌّ. واللَّه أعلم.


(١) في الأصل: «خلاف ما يضمرونه».

(٢) هو طهفة بن أبي زهير النهدي. انظر النهاية لابن الأثير، وما سيأتي في ماة (رسل).