معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

دوك

صفحة 314 - الجزء 2

دوك

  الدال والواو والكاف أصلٌ واحد يدلُّ على ضَغْطٍ وتزاحُم.

  فيقولون: دُكْتُ الشّئَ دَوْكاً. والمَدَاك: صَلايَة الطِّيب، يَدُوك عليها الإنسان الطِّيبَ دَوْكاً. قال:

  ... مَدَاكَ عَرُوسٍ أو صَلَايَةَ حَنْظَلِ⁣(⁣١) ...

  ويقال باتَ القوم يَدُوكُون دَوْكاً، إذا باتُوا في اختلاط. ومن ذلك

  الحديث:

  أنّ رسول اللَّه [قال] في خيبر: «لأُعْطِيَنّ الرَّايةَ غداً رجُلًا يحبُّ اللَّهَ ورسولَه يَفْتَحُ اللَّهَ على يَدِه»، فباتَ النَّاسُ يَدُوكون⁣(⁣٢).

  ويقال تداوَكَ القومُ، إذا تضايَقُوا في حَرْبٍ أو شَرّ.

دول

  الدال والواو واللام أصلان: أحدُهما يدلُّ على تحوُّل شئِ من مكان إلى مكان، والآخَر يدلُّ على ضَعْفٍ واستِرخاء.

  فأمَّا الأوَّل فقال أهل اللغة: انْدَالَ القومُ، إذا تحوَّلوا من مكان إلى مكان.

  ومن هذا الباب تداوَلَ القومُ الشّئَ بينَهم: إذا صار من بعضهم إلى بعض، والدَّولة والدُّولة لغتان. ويقال بل الدَّولة في المال والدَّولة في الحرب، وإنّما سُمِّيا بذلك من قياس الباب؛ لأنّه أمرٌ يتداوَلُونه، فيتحوَّل من هذا إلى ذاك ومن ذاك إلى هذا

  وأمَّا الأصل الآخَر فالدَّوِيلُ من النَّبْت: ما يَبِس لعامِهِ. قال أبو زيد: دال


(١) لامرئ القيس في معلقته. وصدره:

... كأن على المتنين منه إذا انتحى ... .

(٢) في اللسان: «يدوكون تلك الليلة فيمن يدفعها إليه».