معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

دوم

صفحة 315 - الجزء 2

  الثَّوبُ يَدُول، إذا بَلِىَ وقد جعل [وُدُّهُ⁣(⁣١)] يَدُول، أي يبلى. ومن هذا الباب انْدَالَ بَطْنُه، أي استَرخَى.

دوم

  الدال والواو والميم أصلٌ واحد يدلُّ على السُّكون واللُّزوم.

  يقال دامَ الشّئُ يَدُومُ، إِذا سكَنَ. والماء الدّائم: السَّاكن.

  ونَهَى رسولُ اللَّه ÷ أن يُبَالَ في الماء الدائم ثم يُتَوَضَّأَ منه.

  والدليل على صحّة هذا التأويل أنّه روى بلَفْظَةٍ أُخرى، وهو

  أنّه نَهَى أن يُبَالَ في الماء القائم.

  ويقال أَدمْتُ القِدْرَ إدامةً، إذا سكَّنْتَ غليانَها بالماء. قال الجعدىُّ:

  تفورُ علينا قِدْرُهم فَنُدِيمُها ... ونَفْثَؤُها عَنَّا إِذَا حَمْيُها غَلَا⁣(⁣٢)

  ومن المحمول على هذا وقياسُه قياسُه، تدويم الطّائرِ في الهواء؛ وذلك إذا حلَّق وكانت له عندها كالوقفة. ومن ذلك قولهم: دَوَّمت الشَّمْسُ في كبد السماء، وذلك إذا بلغت ذلك الموضع. ويقول أهلُ العلم بها: إنّ لها ثَمَّ كالوَقْفة، ثم تَدْلُك. قال ذو الرُّمَّة:

  ... والشمسُ حَيْرَى لها في الجَوِّ تَدْوِيمُ⁣(⁣٣) ...

  أي كأنَّها لا تمِضى. وأما قولُه يصف الكِلاب:

  حتَّى إذا دوَّمَت في الأرضِ راجَعَهُ ... كِبْرٌ ولو شاءَ نَجَّى نَفْسَه الهَرَبُ⁣(⁣٤)

  فيقال إنّه أخطأ، وإنَّما أراد دَوَّتْ فقال دَوَّمَتْ، وقد ذُكر هذا في بابه. ويقال


(١) التكملة من المجمل واللسان.

(٢) البيت في اللسان (فثأ) مع نسبته للجعدى، وفي (دوم) بدون نسبة. وسيعيده في (فور).

(٣) صدره كما في ديوانه ٧٨ واللسان (دوم):

... معروريا رمض الرضراس يركضه ... .

(٤) ديوان ذي الرمة ٢٤ واللسان (دوم).