باب الثلاثي الذي أوله الهمزة
  كهُنَيدة،
  وقال رسول اللَّه ﷺ: «النَّاس كإبلٍ مائةٍ ليست فيها راحلة».
  قال الفرَّاء: يقال فلان يُؤبِّل على فلان، إذا كان يُكثِّر عليه وتأويله التفخيم والتعظيم. قال:
  جزَى اللَّه خيراً صاحباً كلما أَتى ... أَقرَّ ولم ينظُرْ لقول المؤبِّلِ
  قال: ومن ذلك سمِّيت الإبل لعظم خَلْقها. قال الخليل: بعير آبِلٌ في موضع لا يبرح يجتزئ عن الماء. وتأَبَّل الرجل عن المرأة كما يجتزئ الوحش عن الماء، ومنه
  الحديث: «تأَبَّل آدمُ # على ابنه المقتول أَيَّاماً لا يُصِيب حَوَّاءَ».
  قال لَبيد:
  وإذا حرَّكت غَرْزِى أَجْمَرَتْ ... أَوْ قِرابى عَدْوَ جَوْنٍ قد أَبَلْ(١)
  يعنى حِماراً اجتزأ عن الماء. ويقال منه أَبَلَ يَأْبِل وَيَأْبلُ أبُولا.
  قال العجاج:
  ... كَأَنَّ جَلْداتِ المَخَاض الأُبَّالْ(٢) ...
  قال ابن الأعرابىّ: أَبَلَتْ تأبِل أَبْلًا، إِذا رعَتْ في الكلأ - والكلأ [الرُّطْبُ و(٣)] اليابسُ - فإذا أكلت الرُّطْبُ فهو الجَزْء. وقال أبو عبيد:
  إِبِلٌ أوابِلُ، وأُبَّلٌ، وأبَّال، أي جوازئ قال:
(١) أحمرت، بالراء المهملة: أسرعت وعدت. وفي الأصل «أجمزت» وهو خطأ. وقد أنشد البيت في اللسان (٥: ٢١٨) وقال: «ولا تقل أحمز بالزاي».
(٢) أنشده في اللسان (جلد) وقال:
«وناقة جلدة لا تبالى البرد»
وبعده كما في ملحق ديوان العجاج ٨٦:
... ينضحن من حمأته بالأبوال ... .
(٣) تكملة بها يستقيم الكلام. وفي اللسان: «والكلأ مهموز مقصور: ما يرعى. وقيل الكلأ العشب رطبه ويابسه».