معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب الثلاثي الذي أوله الهمزة

صفحة 41 - الجزء 1

  كهُنَيدة،

  وقال رسول اللَّه : «النَّاس كإبلٍ مائةٍ ليست فيها راحلة».

  قال الفرَّاء: يقال فلان يُؤبِّل على فلان، إذا كان يُكثِّر عليه وتأويله التفخيم والتعظيم. قال:

  جزَى اللَّه خيراً صاحباً كلما أَتى ... أَقرَّ ولم ينظُرْ لقول المؤبِّلِ

  قال: ومن ذلك سمِّيت الإبل لعظم خَلْقها. قال الخليل: بعير آبِلٌ في موضع لا يبرح يجتزئ عن الماء. وتأَبَّل الرجل عن المرأة كما يجتزئ الوحش عن الماء، ومنه

  الحديث: «تأَبَّل آدمُ # على ابنه المقتول أَيَّاماً لا يُصِيب حَوَّاءَ».

  قال لَبيد:

  وإذا حرَّكت غَرْزِى أَجْمَرَتْ ... أَوْ قِرابى عَدْوَ جَوْنٍ قد أَبَلْ⁣(⁣١)

  يعنى حِماراً اجتزأ عن الماء. ويقال منه أَبَلَ يَأْبِل وَيَأْبلُ أبُولا.

  قال العجاج:

  ... كَأَنَّ جَلْداتِ المَخَاض الأُبَّالْ⁣(⁣٢) ...

  قال ابن الأعرابىّ: أَبَلَتْ تأبِل أَبْلًا، إِذا رعَتْ في الكلأ - والكلأ [الرُّطْبُ و⁣(⁣٣)] اليابسُ - فإذا أكلت الرُّطْبُ فهو الجَزْء. وقال أبو عبيد:

  إِبِلٌ أوابِلُ، وأُبَّلٌ، وأبَّال، أي جوازئ قال:


(١) أحمرت، بالراء المهملة: أسرعت وعدت. وفي الأصل «أجمزت» وهو خطأ. وقد أنشد البيت في اللسان (٥: ٢١٨) وقال: «ولا تقل أحمز بالزاي».

(٢) أنشده في اللسان (جلد) وقال:

«وناقة جلدة لا تبالى البرد»

وبعده كما في ملحق ديوان العجاج ٨٦:

... ينضحن من حمأته بالأبوال ... .

(٣) تكملة بها يستقيم الكلام. وفي اللسان: «والكلأ مهموز مقصور: ما يرعى. وقيل الكلأ العشب رطبه ويابسه».