معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

رش

صفحة 373 - الجزء 2

  برُكبته في الأرض يريد أنْ ينهض. ومن الباب فلان يرُسُّ الحديثَ في نَفْسه.

  وسمِعتُ رَسًّا من خَبَر، وهو ابتداؤه؛ لأنّه يثبت في الأسْماع⁣(⁣١). ويقال رُسَّ الميّت: قُبر. فهذا معظم الباب. والرَّسُّ: وادٍ معروفٌ في شعر زهير:

  ... فهُنَّ ووادِى الرَّسِّ كاليدِ في الفَمِ⁣(⁣٢) ...

  والرُّسيس: وَادٍ معروف. قال زُهير:

  لَمِنْ طَلَلٌ كالوحْىِ عافٍ منازلُه ... عَفَا الرَّسُّ منه فالرُّسَيسُ فعاقِلُهْ⁣(⁣٣)

  فأمّا الرَّسُّ فيقال إنّه من الإضداد، وهو الإصلاح بين الناس والإِفْسَادُ بينهم.

  وأىُّ ذلك [كان] فإنّه إثباتُ عداوةٍ أو مودّة، وهو قياس الباب.

رش

  الراء والشين أصلٌ واحد يدلُّ على تفريق الشئ ذي النَّدَى. وقد يستعار في غير الندى، فتقول: رششت الماءَ والدّمْع والدّمَ. وطَعْنَةٌ مُرِشّةٌ. ورَشَاشُها: دمُها. قال:

  فطعَنْتُ في حَمَّائِهِ بِمُرِشَّةٍ ... تنفِى التُّرَابَ من الطَّريق المَهْيَعِ

  ويقال شِواءٌ رَشراشٌ: ينْصَبُّ ماؤُه. ويقال رَشَّت السّماءُ وأرَشَّت. ويقال أرشَّ فلانٌ فرسَه إِرشاشاً، أي عرَّقه بالرَّكْض، وهو في شعر أبى دُوَاد⁣(⁣٤) ومن الباب عظمٌ رَشْرَشٌ، أي رخْو.


(١) في الأصل: «الاستماع».

(٢) تطابق رواية التبريزي في المعلقات. ويروى: «فهن لوادى الرس كاليد للفم». وصدره:

... بكرن بكورا واستحرن بسحرة ... .

(٣) ديوان زهير ١٢٦ والمجمل واللسان (رسس).

(٤) هو قوله:

طواه القيص وتعداؤه ... وإرشاش عطفيه حتى شسب.