معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

رص

صفحة 374 - الجزء 2

رص

  الراء والصاد أصلٌ واحد يدلُّ على انضمامِ الشَّئ إِلى الشئ بقوَّةٍ وتداخُل. تقول: رصَصْتُ البُنيانَ بعصَه إِلَى بَعْضٍ. قال اللَّه تعالى: {كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ}. وهذا كأنّه مشتقٌّ من الرَّصاصِ، والرَّصاص أصل الباب.

  ويقال تراصَّ القومُ في الصّفّ. وحُكى عن الخليل: الرَّصراص: الحجارةُ تكون مرصوصةً حول عَين الماء. ومن الباب التَّرصِيص: أن تنتقب المرأةُ فلا يُرَى إلَّا عَيناها. وهو التَّوصِيص أيضا. ويقولون: الرَّصراصة: الأرض الصُّلبة.

  والبابُ كلُّه منقاسٌ مطَّرد.

رض

  الراء والضاد أصلٌ واحد يدلُّ على دَقّ شَئ. يقال رضَضْتُ الشّئَ أرُضُّه رضًّا. والرَّضْرَاضُ: حِجارةٌ تُرَضْرَض على وجه الأرض. والمرأة الرَّضْرَاضةُ: الكثيرة اللّحْم، كأنَّها رَضّتِ اللّحمَ رَضًّا؛ وكذلك الرّجُل الرَّضراض. قال الشاعر⁣(⁣١):

  فعرَفْنا هِزَّةً تأخُذُهُ ... فَقَرَنَّاهُ برَضْراضٍ رِفَلْ

  والرَّضُّ: التَّمر الذي يُدَقُّ وينقع في المَخْض. وهذا معظمُ الباب. ومن الذي يقرب من الباب الإرضاض: شِدَّة العَدْو. وقيل ذلك لأنّه يَرُضّ ما تحت قدَمِه. ويقال إبلٌ رَضارِضُ: راتعَة، كأنّها ترُضّ العُشْب رضا. وأمَّا المُرِضَّةُ وهي الرَّثيئة الخاثرة، فقريبٌ قياسُها ممّا ذكرناه، كأنَّ زُبْدَها قد رُضَّ فيها رضَّا. [قال]:


(١) هو النابغة الجعدي، كما في اللسان (رضض).