معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب العين وما بعدها في المضاعف والمطابق والأصم

صفحة 17 - الجزء 4

  ويقال عُمِّمَ الرجُل: سُوِّد؛ وذلك أنّ تِيجان القوم العمائم، كما يقال في العجم تُوِّجَ يقال في العرب عُمِّمَ. قال العجاج:

  وفيهمُ إذْ عُمِّمَ المعْتَمُّ⁣(⁣١)

  أي سُوِّد فأُلبس عمامةَ التَّسويد. ويقال شاة مُعمَّمة، إذا كانت سوداءَ الرَّأس. قال أبو عبيد: فرس مُعَمَّمٌ، للذي انحدَرَ بياضُ ناصيته إلى منْبِتها وما حولها من الرأْس. وغُرَّةٌ معمَّمة، إذا كانت كذلك. وقال: التعميم في البَلَق:

  أن يكون البياضُ في الهامة ولا يكونَ في العُنق. يقال أبلقُ مُعَمَّمٌ.

  فأمّا الجماعة التي ذكرناها في أصل الباب، فقال الخليلُ وغيره: العمائم:

  الجماعات واحدها عَمُّ. قال أبو عمرو: العمايم بالياء: الجماعات. يقال قوم عمايم.

  قال: ولا أعرف لها واحداً. قال العجاج:

  سالت لها من حِميرَ العمايمُ⁣(⁣٢)

  قال ابن الأعرابىّ: العَمّ: الجماعة من النّاس. وأنشد:

  يُريح إليه العمُّ حاجةَ واحدٍ ... فأُبْنا بحاجاتٍ وليس بذى مال⁣(⁣٣)

  يريد الحجر الأسود⁣(⁣٤)


(١) ديوان العجاج ٦٣. وفي اللسان (عمم ٣٢٠): «المعمم» تحريف. وبعده في الديوان:

حزم وعزم حين ضم الضم.

(٢) البيت مما لم يرو في ديوان العجاج ولا ملحقاته.

(٣) يريح، أي يرد وترجع. وفي اللسان (عمم ٣٢٢): «يريغ» بمعنى يطلب.

(٤) في اللسان بعد إنشاده: «يقول: الخلق إنما حاجتهم أن يحجوا، ثم إنهم آبوا مع ذلك بحاجات وذلك معنى قوله: فأبنا بحاجات، أي بالحج».