معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

عن

صفحة 20 - الجزء 4

  قال الفّراء: العِنان: المُعَانّة، وهي المعارَضة والمعانَدة. وأنشد:

  ستَعلم إنْ دارت رحى الحربِ بيننا ... عِنانَ الشِّمالِ من يكونَنّ أضْرعا

  قال ابنُ الأعرابىّ: شارك فلانٌ فلانا شِركةَ عِنان، وهو أن يَعِنَّ لبعضِ ما في يده فيشاركه فيه، أي يعرِض. وأنشد:

  ما بدَلٌ من أمِّ عثمانَ سَلْفَعٌ ... من السُّود ورهاءُ العِنان عَرُوبُ⁣(⁣١)

  قال: عَروب، أي فاسدة. من قولهم عَرِبَتْ معدته، أي فسدت. قال أبو عبيدة: المِعَنُّ من الخيل: الذي لا يرى شيئاً إلّا عارَضَه. قال: والمِعنُّ: الخطيب الذي يشتدُّ نظرُه ويبتلُّ ريقه ويبعُد صوتُه ولا يُعيْيه فنُّ من الكلام. قال:

  مِعَنُّ بخطبَته مِجْهرُ⁣(⁣٢)

  ومن الباب: عُنوان الكتاب؛ لأنه أبرز ما فيه وأظهَرُه. يقال عَنَنت الكتابَ أعُنُّه عَنًّا، وعَنْوَنْتُه، وعنَّنته أعنِّنُه تعنينا. وإذا أَمرت قلتَ عَنِّنْه.

  قال ابن السِّكِّيت: يقال لقيته عينَ عُنَّةٍ⁣(⁣٣)، أي فجأة، كأنّه عرَضَ لي من غير طلَب. قال طُفيل:

  إذا انصرفت من عُنَّةٍ بعد عُنَّةٍ⁣(⁣٤)


(١) وكذا ورد إنشاده في اللسان (عنن ١٦٤) وذكر بعده قوله: «معنى قوله ورهاء العنان أنها تعتن في كل كلام وتعترض». وأنشده في (عرب ٨١): «فما خلف من أم عمران».

(٢) الشعر لطحلاء يمدح معاوية بالجهارة، كما في البيان والتبيين (١: ١٢٧) بتحقيقنا.

وصدر البيت:

ركوب المنابر وثابها.

(٣) كذا ورد ضبطه في الأصل والمجمل.

(٤) كذا ضبطه في الأصل، وهو ما يقتضيه الاستشهاد. وقد أنشده صاحب اللسان في (عنن) شاهدا لقوله: «والعنة، بالفتح: العطفة». وعجز البيت كما في اللسان وديوان طفيل ١٠:

وجرس على آثارها كالملوب.