معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب العين وما بعدها في المضاعف والمطابق والأصم

صفحة 21 - الجزء 4

  ويقال إنّ الجبلَ الذاهبَ في السّماء يقال [له] عان، وجمعها عَوَانّ.

  وأمّا الأصل الآخر، وهو الحبس، فالعُنَّة، وهي الحظيرة، والجمع عُنَن.

  قال أبو زياد: العُنَّة: بناء تبْنيه من حجارة، والجمع عُنَن. قال الأعشى:

  ترى اللّحمَ من ذابلٍ قد ذوَى ... ورَطْبٍ يُرفَّع فوقَ العُنَنْ⁣(⁣١)

  يقال: عَنَّنْت البعير: حبسته في العُنَّة. وربَّما استثقلوا اجتماعَ النُّونات فقلبوا الآخرة ياء، كما يقولون:

  تَقضَّىَ البازِى إذا البازِى كَسَرْ⁣(⁣٢)

  فيقولون عَنَّيْت. قال:

  قطعتَ الدّهرَ كالسَّدِم المُعَنَّى ... تُهدِّر في دِمَشقَ ولا تَريمُ⁣(⁣٣)

  يراد به المعنّن. قال بعضهم: الفحل ليس بالرِّضا عندهم يعرّض على ثَيلهِ عُود، فإذا تَنوّخَ النّاقةَ ليطرُقها منعه العُود. وذلك العُود النِّجَاف. فإذا أرادوا ذلك نحَّوه وجاءوا بفحلٍ أكرمَ منه فأضربوه إيّاها، فسمَّوا الأوّلَ المُعَنَّى. وأنشد:

  تَعَنّيتُ للموتِ الذي هو نازِل

  يريد: حبست نفسي عن الشّهوات كما صُنِعَ بالمعَنَّى *. وفي المثل: «هو كالمُهَدِّر في العُنَّة⁣(⁣٤)». قال: والرواية المشهورة: تَعَنَّنتُ، وهو من العِنِّين الذي لا يأتي النِّساء.


(١) ديوان الأعشى ١٩ واللسان (عنن ١٦٦).

(٢) العجاج في ديوانه ١٧ واللسان (قضض).

(٣) للوليد بن عقبة، كما في اللسان (سدم، عنا). وهو من أبيات يحض فيها معاوية على قتال على، رواها صاحب اللسان في (حلم ٣٦ - ٣٧).

(٤) قال في اللسان (عنن ١١٦): «يضرب مثلا لمن يتهدد ولا ينفذ».