معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب الهمزة والفاء وما بعدهما في الثلاثي

صفحة 116 - الجزء 1

  إلى هاهنا كلام أبي حنيفة. ويقال الرّجُل الآفق الذي بلغ النِّهاية * في الكرم.

  وامرأة آفِقَةٌ. قال الأعشى:

  آفِقاً يُجْبَى إليه خَرْجُهُ ... كلُّ ما بين عُمَانٍ فَمَلَحْ⁣(⁣١)

  أبو عمرو: الآفِق: مثل الفائق، يقال أفَقَ يأفِق أَفْقاً إِذا غَلَبَ، والأفق الغَلَبة. ويقال فرس أُفُقٌ على فُعُل، أي رائعة. فأمّا قول الأعشى:

  ولا الملك النُّعمانُ يومَ لقيتُه ... [بغبطته] يُعْطِى القُطُوطَ ويأفِقُ⁣(⁣٢)

  فقال الخليل: معناه أنَّه يأخذ من الآفاق. قال: واحد الآفاق أُفُق، وهي الناحية من نواحي الأرض. قال ابن السّكّيت: رجل أَفَقِىٌّ من أهل الآفاق، جاء على غير قياس. وقد قيل أُفقىٌّ. قال ابنُ الأعرابىّ: أَفَقُ الطَّرِيقِ مِنهاجُه؛ يقال قعدت على أَفَق الطَّريق ونَهْجه. ومن هذا الباب قول ابن الأعرابي: الأَفَقَةُ الخاصرةِ، والجماعة الأفَق. قال:

  ... يَشْقَى بِه صَفْحُ الفَريصِ والْأَفَقْ⁣(⁣٣) ...

  ويقال شَرِبْت حتى مَلَأت أَفَقَتَىَّ⁣(⁣٤). وقال أبو عمرو وغيره: دلوٌ أفِيقٌ، إذا كانتْ فاضلة على الدِّلاء. قال:

  ... ليستْ بِدَلْوٍ بل هِىَ الأَفِيقْ ...


(١) في شرح الديوان ص ١٦٠: «والملح من بلاد بنى جعدة باليمامة».

(٢) القطوط: كتب الجوائز، كما فسر بذلك البيت في اللسان (١١: ٢٨٦). وانظر ديوان الأعشى ص ١٤٦. والتكملة من اللسان وما سيأتي في (قط). وفي الديوان: «بإمته».

وقبل البيت:

فذاك ولم يعجز من الموت ربه ... ولكن أتاه الموت لا يتأبق.

(٣) البيت لرؤبة كما في ديوانه ١٠٨ واللسان (١١: ٢٨٧). والفريص: جمع فريصة.

وفي الأصل: «الفريض» تحريف.

(٤) في الأصل: «أفقى»، والوجه ما أثبت.