معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب العين واللام وما يثلثهما

صفحة 128 - الجزء 4

  ما ذكرناه من العَلَاق الذي يُتعلَّق به في معيشةٍ وغيرها. والعَليق: القَضيم⁣(⁣١)، من قولك أعلقته فهو عليق، كما يقال أعقدتُ العسلَ فهو عَقِيد.

  وذُكر عن الخليل أنه قال: يسمَّى الشراب عليقاً. ومثل هذا مما لعلّ الخليل لا يذكره، ولا سيَّما هذا البيتُ شاهدُه:

  واسق هذا وذا وذاك وعلِّق ... لا نسمِّى الشَّرَابَ إلّا العليقا⁣(⁣٢)

  ويقولون لمن رضىَ بالأمر بدون تمامه: متعلِّق⁣(⁣٣). ومن أمثالهم:

  عَلِقَتْ مَعالِقَها وصَرَّ الجُنْدَب⁣(⁣٤)

  وأصله أنَّ رجلًا انتهى إلى بئر فأعلقَ رشاءه برِشائها، ثم صار إلى صاحب البئر فادَّعى جِوارَه، فقال له: وما سبب ذلك؟ فقال: عَلَّقْتُ رِشائى برِشائِك.

  فأمره بالارتحال عنه، فقال الرّجل: «علقِت معالِقَها وصرّ الجندب»، أي علقت الدّلو معالِقَها وجاء الحرُّ ولا يمكن الذَّهاب.

  وقد عَلِقت الفَسيلةُ إذا ثبتت في الغِراس. ويقولون: أعلقت الأمُّ من عُذْرَة الصبىِّ بيدها تُعْلق إعلاقاً، والعُذْرة قريبةٌ من اللَّهاة وهي وجع، فكأنّها لما رفعته أعلقته. ويقال هذا عِلْقٌ من الأعلاق، للشَّئ النفيس، كأنَّ كلَّ من رآه يَعْلَقه. ثمَّ يشبّهون ذلك فيسمُّون الخمر العِلْق. وأنشدوا:

  إذا ما ذقت فاها قلتَ عِلْقٌ مُدَمَّسٌ ... أريد به قَيْلٌ فغودر في سابِ⁣(⁣٥)


(١) في اللسان: «العليق القضيم يعلق على الدابة».

(٢) أنشده في اللسان (علق)، وذكر أنه للبيد، وأن إنشاده مصنوع.

(٣) ومن الأمثال في ذلك ما أورده في المجمل: «ليس المتعلق كالمتأنق» وسيأتي قريبا.

(٤) المثل عند الميداني (٢: ٤٢٢). وأنشده في اللسان (علق).

(٥) أنشده في اللسان (سأب، دمس) والمخصص (١١: ٨١).