2 - ابن فارس الأديب
  بالهمذانى وهو اليوم حي يرزق، وقد عاتبَ(١) بعضَ كتابها على حضوره طعاما مرض منه:
  وُقيتَ الردى وصروفَ العلل ... ولا عَرَفت قدماك العللْ
  شكا المرضَ المجدُ لما مرض ... تَ فلما نهضتَ سليماً أبلّ
  لك الذنب لا عتب إلا عليك ... لماذا أكلت طعام السِّفَلْ
  وأنشدني له في شاعر هو اليوم هناك يعرف بابن عمرو الأسدي، وقد رأيته فرأيت صفة وافقت الموصوف:
  وأصفر اللون أزرق الحدقه ... في كل ما يدعيه غير ثقة
  كأنه مالك الحزين إذا ... همَّ بزَرْقٍ وقد لوى عنقَه
  إن قمتُ في هجوه بقافيةٍ ... فكل شعرٍ أقوله صدقَه
  وأنشدني عبد اللَّه بن شاذان القارى، ليوسف بن حمويه من أهل قزوين؛ ويعرفُ بابن المنادى:
  إذا ما جئتَ أحمد مستميحا ... فلا يغرركَ منظرُه الأنيقُ
  له لطف وليس لديه عرفُ ... كبارقةٍ تروق ولا تريق
  فما يخشى العدو له وعيداً ... كما بالوعد لا يثق الصدِيق
  وليوسفَ محاسن كثيرة، وهو القائل - ولعلك سمعت به -:
  حجُّ مثلي زيارةُ الخمارِ ... واقتنائى العَقارَ شُربُ العُقارِ
  ووقارى إذا توقر ذو الشَّيْ ... بةِ وَسْطَ النَّدىِّ تركُ الوقارِ
  ما أبالي إذا المدامةُ دامتْ ... عَذْلَ ناهٍ ولا شناعةَ جارِ
  رُبَّ ليلٍ كأنه فرعُ ليلى ... ما به كوكبٌ يلوح لسارِى
(١) في الأصل: «عاب».