معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب ما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوله عين

صفحة 369 - الجزء 4

  وهذا مما زيدت فيه العين، وإنما هو من المِلْط، وقد ذُكِر في بابه.

  (العِرْزَال): ما يجمعه الأسدُ في مأواه من شئٍ يمهِّدُ لأشباله، كالعُشّ.

  وعِرْزَال الصَّيّاد: أهدامُه وخِرقُها التي يمْتَهِدُها ويضطجع عليها في القُتْرَة. قال

  ما إنْ يَنِى يَفْتَرِشُ العَرازِلا⁣(⁣١)

  ويقال العِرزَال: ما يَجْمَعُ من القَدِيد في قُتْرَته. وهذا منحوتٌ من كلمتين:

  من عَزَلَ وعرَزَ، يعْزِله ويَعْرِزه أي يجمعه، كما قلت أعْرَزَ، إذا تقبَّضَ وتَجمَّع.

  (العُصْفُر): نبات. وهذا إن كان معرَّبا فلا قياسَ له، وإنْ كان عربيّاً فمنحوتٌ من عَصَر وصَفر، يراد به عُصارته وصُفْرته.

  (العُصْفور): طائرٌ ذكر، العين فيه زائدة، وإنّما [هو] من الصَّفير الذي يَصْفره في صَوته. وما كان بعدَ هذا فكلُّه استعارةٌ وتشبيه. فالعُصْفور: الشمراخُ السَّائل من غُرَّة الفرس. والعُصْفُور: قِطعةٌ من الدِّماغ. قال:

  عن أُمِّ فَرْخ الرَّأس أو عُصْفورِه⁣(⁣٢)

  والعُصفور في الهَوْدج: خشبةٌ تجمع أطراف خشباتٍ فيه، والجمع عصافير.

  قال الطِّرِمَّاح:

  كلَّ مَشكوكٍ عصافيرُهُ⁣(⁣٣)


(١) في الأصل: «ما ان بنى يفترس، تحريف.

(٢) قبله في اللسان (عصفر):

ضربا يزيل الهام عن سريره.

(٣) عجزه كما في الديوان ١٠٠ واللسان (عصفر، دمم):

قانئ اللون حديث الدمام

ورودت كلمة «الدمام» في الموضع الأول من اللسان محرفة، وصوابها في الموضع الثاني والديوان.

قال شارح الديوان: «الدمام من قولهم دمه، أي لطخه بالحمرة حتى يصير كلون الدم».