معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

خمج

صفحة 216 - الجزء 2

  ويقال به خُمارٌ شَديد. ويقولون: دخَلَ في خَمْار النّاسِ وخَمَرِهم، أي زحْمتهم.

  و «فلانٌ يَدِبُّ لفُلانٍ الخَمَر»، وذلك كناية عن الاغتيال. وأصلُه ما وارَى الإنسان من شجرٍ. قال أبو ذؤيب:

  فليتَهُمُ حَذِرُوا جَيشَهُم ... عَشِيَّةَ همْ مثلُ طَيْرِ الخَمَرْ⁣(⁣١)

  أَى يُختلون ويُستَتَر لهم. والخِمار: خِمار المرأةٌ. وامرأةٌ حسنَة الخِمْرَة، أي لُبْس الخِمار. وفي المثل: «العَوَانُ لا تُعَلَّم الخِمْرة». والتخمير: التغطية. ويقال في القوم إِذا توارَوْا في خَمَرِ الشَّجر: قد أخْمَرُوا. فأمّا قولهم: «ما عِندَ فُلانٍ خَلٌّ ولا خَمْرٌ» فهو يجرى مَجرى المثل، كأنّهم أرادوا: ليس عِنده خيرٌ ولا شَرّ.

  قال أبو زيد: خامَرَ الرّجُل المكانَ، إذا لزِمه فلم يَبْرح. فأمَّا المخّمرة من الشاءِ فهي التي يبيضُّ رأسها مِن بينِ جسدِها. وهو قياسُ الباب؛ لأنَّ ذلك البياضَ الذي برأسها مشبّهٌ بخِمار المرأة. ويقال خمَّرتُ العجينَ، وهو أنْ تتركَه فلا تستعملَه حتَّى يَجُود. ويقال خَامَرَهُ الدّاءِ، إذا خالط جوفَه. وقال كثَيرٌ:

  هَنيئاً مَريئاً غَيْرَ داءِ مُخَامِرٍ ... لِعَزَّةَ من أعراضِنا ما اسْتَحَلّتِ⁣(⁣٢)

  قال الخليل: والمستَخْمَر⁣(⁣٣) بلغة حِمْيَر: الشَّرِيك. ويقال دخَلَ في الخَمر، وهي وَهْدَةٌ يختِفى فيها الذِّئبُ ونحوُه. قال:

  ألا يا زَيدُ والضَّحاكُ سَيْراً ... فقد جاوزْتما خَمَرَ الطّريقِ⁣(⁣٤)


(١) ديوان أبى ذؤيب ١٥٠.

(٢) قصيدة البيت في أمالي القالى (٢: ١٠٧ - ١١٠)، والأغانى (٨: ٣٧ - ٣٨)، وتزيين الأسواق ٤١، ٤٢.

(٣) الذي في اللسان والقاموس أن المستخمر: المستعبد. وذكر في اللسان أنها لغة أهل اليمن.

وانظر آخر هذه المادة.

(٤) كذا ضبطت «سيرا» في الأصل. ويصح أن يقرأ «سيرا» بأمر الاثنين.