باب ما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوله خاء
  .. كخُرْعُوبَة البانَةِ المُنْفَطِرْ(١) ...
  ومنه (خَرْبَقَ) عملَه: أفسَده. وهي منحوتةٌ من كلمتين من خَرَب وخَرِق.
  وذلك أنّ الأخرقَ: الذي لا يُحسن عمله. وخَرَبَه: إذا ثَقَبه. وقد مضى.
  وأمَّا قولهم لذكَر العَناكب (خَدَرْنَق) فهذا من الكلام الذي لا يُعوَّل على مثله، ولا وجه للشُّغْل به.
  و [أمّا] قولهم للقُرطِ (خَرْبَصِيص) فالباء زائدة، لأنّ الخُرص الحَلْقة.
  وقد مرَّ. قال في الخربصيص:
  جَعَلَتْ في أَخْراتِها خَرْبصيصاً ... مِنْ جُمَانٍ قد زان وجهاً جميلا(٢)
  ويقولون (خَلْبَصَ) الرّجُلُ، إذا فرّ. والباء فيه زائدة، وهو من خَلَصَ. وقال:
  لمّا رآنِى بالبَرَاز حَصْحَصا ... في الأرض منِّى هرَباً وخَلْبَصَا(٣)
  ويقولون (الخَنْبَصَة): اختلاط الأمر. فإن كان صحيحاً فالنون زائدة، وإنّما هو من خبص، وبه سُمِّى الخَبيص.
  و (الخُرطُوم) معروف، والراء زائدة، والأصل فيه الخطم، وقد سرّ. فأمّا الخمر فقد تُسمَّى بذلك. ويقولون: هو أوّلُ ما يَسِيل عند العَصْر. فإن كان كذا فهو قياسُ الباب؛ لأنّ الأوّلَ متقدِّم.
  ومن ذلك اشتقاقُ الخَطْم والخِطام. ومن الباب تسميتُهم سادةَ القوم الخراطيمَ.
(١) لامرئ القيس في ديوانه ٨ واللسان (خرعب، بره). وصدره:
... برهرهة رودة رخصة ... .
(٢) الأخرات: جمع خرت، بالضم والفتح، وهو الثقب في الأذن. وفي الأصل: «أخراصها» محرف.
(٣) الرجز لعبيد المرى، كما في اللسان (خلبص).