معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

دوم

صفحة 316 - الجزء 2

  دَوَّمْتُ الزّعفرانَ: دُفْتُه؛ وهو القياسْ لأنّه يسكُن فيما يُداف فِيه. واستَدَمْتُ الأمْرَ إذا رفَقْتَ به⁣(⁣١). وكذا يقولون. والمعنى أنّه إذا رَفَقَ به ولم يعْنُف ولم يَعْجَل دامَ له. قال:

  فلا تَعْجَلْ بأمْرِكَ واستدمْهُ ... فمَا صَلَّى عَصَاكَ كَمُسْتَدِيم⁣(⁣٢)

  وأما قولُه:

  ... وقد يُدَوِّمُ رِيقَ الطَّامِعِ الأمَلُ⁣(⁣٣) ...

  فيقولون: يُدوِّم يَبُلُّ، وليس هذا بشئ، إنَّما يدوِّم يُبْقِى؛ وذلك أنّ اليائِسَ يحفُّ ريقُه. والدِّيمة: مطرٌ يدُومُ يوماً وليلةً أو أكثر.

  ومن الباب

  أنّ عائشة سُئلت عن عمل رسول اللَّه ÷، فقالت: «كان عملُهُ دِيمَة».

  أي دائماً. والمعنى أنّه كان يَدُوم عليه، سواء قلَّلَ أو كثَّر، ولكنه كان لا يُخِلّ تعنى بذلك في عبادته . فأمّا قوهم دوَّمَتْه الخمر، فهو من ذاك؛ لأنَّها تُخَثّره حتَّى تسكُن حركاته. والدَّأْمَاءِ:

  البَحْر، ولعلّه أن يكون من الباب؛ لأنّه ماءٌ مقيمٌ لا يُنْزَح ولا يَبْرَح. قال:

  واللَّيْلُ كالدَّاماءِ مستشعِرٌ ... مِن دُونِهِ لوناً كلَوْن السَّدُوسْ⁣(⁣٤)


(١) في المجمل واللسان: «إذا تأيت فيه».

(٢) لقيس بن زهير في اللسان (دوم، صلا). وأنشد صدره في المجمل. وفي اللسان:

ونصلية العصا: دارتها على النار التقم. واستدامتها: التأنى فيها أي ما أحكم أمرها كالتأنى».

(٣) البيت لابن أحمر كما في الحيوان (١: ٢٣١/ ٣: ٤٧) والبيان (١: ١٣٣) واللسان (دوم). وصدره:

... هذا الثناء وأجدر أن أصاحبه ... .

(٤) للأفوه الأودي في ديوانه ٣ نسخة شنقيطى واللسان (دأم، سدس). وحق كلمة «الدأماء» أن يفرد لها مادة (دأم).