معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

ذوب

صفحة 364 - الجزء 2

ذوب

  الذال والواو والباء أصلٌ واحد، وهو الذَّوْب، ثمَّ يحمل عليه ما قاربه في المعنى مجازاً. يقال ذَابَ الشّئُ يَذُوبُ ذَوْباً، وهو ذائب.

  ثم يقولون مجازاً: ذاب لي عليه من المال كذا، أي وجَب؛ كأنّه لمّا وجب فقد ذاب عليه، كما يذوب الشَّئ على الشئ. والإذوابة: الزُّبْد حين يُوضَع في البرْمة ليُذاب. والذَّوْب: العَسَل الخالص. ثمَّ يقولون للشَّمس إذا اشتدّ حرُّها: ذابت؛ كأنّها لما بلغت إلى الأجساد بحَرِّها فقد ذابت عليهم. قال:

  إذا ذابَتِ الشَّمْسُ اتَّقَى صَقَرَاتِها ... بأفنانِ مَربُوعِ الصَّريمةِ مُعْبِلِ⁣(⁣١)

  ويقولون: أذاب فلانٌ أمرَه، أي أصلَحَه. وهو من الباب؛ لأنّه كأنّه فَعَلَ به ما يفعله مُذِيب السَّمْن وغيرِه حتَّى يخلُص ويصلُح. ومنه قول بِشر:

  وكنتم كَذاتِ القِدْر لَم تَدْر إذْ غَلت ... أتُنْزِلُها مذمومةٌ أو تذيبُها⁣(⁣٢)

  وقال قومٌ: تُذِبيها تُنْهِبُها؛ والإذابة: النُّهْبة؛ أذَبْتُه أنْهَبتُه. وهو الباب، كأنّه أذابَهُ عليهم.

ذوق

  الذال والواو والقاف أصلٌ واحد، وهو اختبار الشئ من جِهَةِ تَطَعُّمٍ، ثم يشتق منه مجازاً فيقال: ذُقْت المأكولَ أذُوقه ذَوْقاً. وذُقْت ما عند فلانٍ: اختبرتُه. وفي كتاب الخليل: كلُّ ما نزَلَ بإنسانٍ مِن مكروه فقد ذَاقَه⁣(⁣٣). ويقال ذاقَ القوسَ، إذا نظَرَ ما مقدارُ إعطائها وكيف قُوّتُها. قال:


(١) لذي الرمة في ديوانه ٥٠٤ واللسان (ذوب، صقر، ربع، عبل).

(٢) البيت في اللسان (ذوب) وهو في قصيدته من المفضليات (٢: ١٣٠ - ١٣٣).

(٣) في الأصل: «أذاقه»، صوابه في المحمل.