تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[هري]:

صفحة 335 - الجزء 20

  قالَ: ويُرْوَى الهِرِيُّ، بكسْر الهاءِ.

  وهَراهُ بالهِراوَةِ يَهْرُوه هَرْواً وتَهَرَّاهُ: ضَرَبَه بها؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي لعَمْرو بنِ مِلْقَط الطائِي:

  يَكْسي ولا يَغْرَثُ مَمْلُوكُها ... إذا تَهَرَّتْ عَبْدَها الهارِيَةْ⁣(⁣١)

  وممَّا يُسْتدركُ عليه هرا اللحْمُ هَرْواً: أَنْضَجَهُ؛ حكَاه ابنُ دُرَيْدٍ عن أَبي مالِكٍ وَحْده؛ قالَ: وخالَفَهُ سائِرُ أَهْلِ اللّغَةِ فقالوا: هَرَأَ، بالهَمْزِ وهِراوَةُ الشيءِ: شَخْصُه وجُثَّتُه تَشْبيهاً بالعَصا؛ ومنه الحديثُ: «قال لحَنِيفةِ النَّعَم، وقد جاءَ معه بيَتِيمٍ يَعْرِضُه عليه، وكان قد قارَبَ الاحْتِلامَ ورَآهُ نائِماً: لعَظُمَتْ هذه هِراوَةُ يَتِيمٍ»، أَي شَخْصُه وجُثَّتُه، كأنَّه حينَ رَآهُ عَظِيمَ الجُثَّة اسْتَبْعَدَ أن يقالَ له يَتِيمٌ لأنَّ اليُتْم في الصِّغَر.

  وهَرا: إذا قتلَ؛ عن ابنِ الأعْرابي.

  [هري]: ي كهَراهُ يَهْرِيه هَرْياً: إذا ضَرَبَهُ بالهِراوَةِ؛ عن ابنِ الأعْرابي وأَنْشدَ:

  وإنْ تَهَرَّاهُ بها العَبْدُ الهارِي⁣(⁣٢)

  والهُرِيُّ، بالضم وكسْر⁣(⁣٣) الراءِ وتَشْديدِ الياءِ: بَيْتٌ كبيرٌ يُجْمَعُ فيه طَعامُ السُّلطانِ، ج أَهْراءٌ.

  قالَ الأزْهري: ذَكَرَه اللّيْثُ، لا أَدْرِي أعَرَبيٌّ هو أَمْ دَخِيلٌ.

  قُلْتُ: والعامَّةُ تَكْسرُ الهاءَ والراءَ، ومنها الأَهْراءُ التي بمِصْر في بنمسويه مِن الصَّعِيدِ الأدْنَى تُجْمَعُ فيها الحُبُوبُ مِيرَة الحَرَمَيْن الشَّرِيفَيْن في زَمانِنِا.

  الهَراةُ؛ بالفتح، والعامَّةُ تَكْسرُ الهاءَ: د بخُراسانَ مِن أُمَّهاتِ مُدُنِها.

  قال ياقوتُ: لم أَرَ بخُراسانَ حينَ كَوْني بها في⁣(⁣٤) سَنَة ٦١٤ مَدينَةً أَجَلَّ ولا أَعْظَم ولا أَعْمَر ولا أَفْخَم ولا أَحْصَن⁣(⁣٥) ولا أَكْثَر أَهْلاً منها، فيها⁣(⁣٦) بَساتِينٌ كثيرَةٌ، ومِياهٌ غَزيرَةٌ، وخيراتٌ واسِعَةٌ مَحْشوَّةٌ بالعُلَماء، مَمْلوءَةٌ بأهْلِ الفَضْلِ والثَّراءِ، أَصابَها عينُ الزَّمان، ونَكَبَتْها طَوارقُ الحدثانِ، وجاءَ الكُفَّار مِن التَّتَر فخربوها حتى أَدْخَلوها في خَبَرِ كانَ، فـ {إِنّا لِلّهِ وَإِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ}، وذلكَ في سَنَة ٦١٨، انتَهَى.

  وقال ابنُ الجواليقي: هَراةُ اسْمُ كُورَةٍ مِن كُوَرِ العَجَم: وقد تَكلَّمَتْ بها العَرَب، وأَنْشَدَ:

  عاوِدْ هَراةَ وإنْ مَعْمُورُها خَرِبا

  قُلْت: وهكذا أَنْشَدَه الجَوْهرِي أيْضاً، والمِصْراعُ مِن أَبْيات الكِتابِ، قالَهُ رجُلٌ مِن ربيعَةَ يَرْثي امْرأَتَه وعَجْزه:

  وأسْعِدِ اليومَ مَشْغُوفاً إذا طَرِبا

  قالَهُ حينَ افْتَتَحها عبدُ الله بنُ خازِمٍ سَنة سِتّ وسِتّين وبعْدَه:

  وارْجِعْ بطَرْفِكَ نَحْو الخَنْدَقَيْنِ تَرَى ... رُزْأً جَليلاً وأمْراً مُفْظِعاً عَجَبا

  هاماً تَرَقَّى وأَوْصالاً مُفَرَّقَةً ... ومَنْزِلاً مُقْفِراً مِنْ أَهْلِه خَربا⁣(⁣٧)

  قالَ ياقوتُ: وفي هَراةَ يقولُ أَبو أَحمدَ السَّامي الهَرَويُّ:

  هَراة أرضٌ خصبها واسعٌ ... ونبتها التفاح⁣(⁣٨) والنرجسُ

  ما أحدٌ منها إلى غيرها ... يخرج إلّا بعد ما يُفلسُ


(١) اللسان والصحاح.

(٢) اللسان والتهذيب وفيهما «الهارْ» وقبله في التهذيب:

لا يلتوي من الوبيل القسباز

(٣) في القاموس بإسكان الراء كاللسان. والمثبت كضبط التهذيب.

(٤) في معجم البلدان: سنة ٦٠٧.

(٥) في ياقوت: أحسن.

(٦) زيادة عن ياقوت وبها يكتمل المعنى.

(٧) الأبيات في اللسان وبعده:

لا تأمنن حدثاً قيس وقد ظلمت ... إن أحدث الدهر في تصريفه عقبا

وصدر الأول في الصحاح.

(٨) في ياقوت: «اللّفاح» كذا.