تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قأي]:

صفحة 63 - الجزء 20

  وللتَّعْوِيضِ: وهي الزَّائِدَةُ عِوَضاً عن أُخْرَى مَحْذوفةٍ: كَضَرَبْتُ فيمن رَغِبْتَ، أَي ضَرَبْتُ مَنْ رَغِبْتَ فيه ويا فَيَّما: تَعَجُّبٌ. قالَ ابنُ سِيدَه: فيَّ كلمةٌ مَعْناها التَّعَجُّب، يَقولونَ: يا فيَّ مالي أَفْعَلُ كذا، وقيلَ: مَعْناها الأسَفُ على الشيءِ يَفُوتُ.

  وقال الكِسائي: لا تُهْمَزُ ومَعْناها يا عَجَبي مالي، قالَ: وكَذلكَ يا فَيَّما أَصْحابُك، قالَ: وما، من كلّ ذلك، في موْضِع رَفْعٍ، انتَهَى.

  ونقلَ غيرُه عن الكِسائي: مِن العَرَبِ مَنْ يَتَعَجَّبُ بهَيَّ وشَيَّ وفيَّ، ومنهم مَنْ يزيدُ ويقولُ: يا هَيَّما ويا فَيَّما ويا شَيَّما، أَي ما أَحْسَن هذا، وبه تَعْلَم ما في كَلامِ المصنِّف من القُصُورِ والإجْحافِ والإيهامِ وغيرِ ذلك.

  وفايا: كُورةٌ بمَنْبِجَ منها رافِعُ بنُ عبدِ اللهِ الفايائِيُّ المحدِّثُ.

فصل القاف مع الواو والياء

  [قأي]: ي قَأَى، كسَعَى: أَهْملهُ الجَوْهرِي.

  وقالَ ابنُ الأَعْرابي: إذا أَقَرَّ لخَصْمٍ بحَقٍّ.

  وفي اللِّسانِ: إذا أَقَرَّ لخَصْمِه وذلَّ

  [قبو]: وقَبَاهُ قَبْواً: جَمَعَهُ بأصابِعِه، نقلَهُ ابنُ سِيدَه.

  وقَبَا البِناءَ: رَفَعَهُ، ومنه السَّماءُ مَقْبُوَّةٌ: أَي مَرْفُوعَةٌ، ولا يقالُ مَقْبُوبَةٌ⁣(⁣١) من القبَّةِ ولكنْ مُقَبَّبَة، نقلَهُ الأزْهري.

  وقَبَا الزَّعْفَرانَ والعُصْفُر: جَنَاهُ، نقلَهُ الأزْهرِي عن أَبي عَمْرٍو.

  والقَبَا، بالقَصْرِ: نَبْتٌ.

  وقالَ الأزْهرِي: ضَرْبٌ من الشَّجَرِ.

  وأَيْضاً: تَقْوِيسُ الشَّيءِ، وقد قَباهُ قَباً.

  والقَبْوَةُ انْضِمامُ ما بينَ الشَّفَتَيْنِ. قالَ ابنُ سِيدَه: ومنه القَباءُ، كسَحابٍ، مِن الثِّيابِ لاجْتِماعِ أَطْرَافهِ، وأَنْشَدَ أَبُو عليٍّ القالِي لأبي النجْمِ:

  تَمَشَّى الرَّامحُ في قَبائِه

  وفي المِصْباح: أَنَّه مُشْتَقٌّ مِن قَبَوْتُ الحَرْفَ قَبْواً إذا ضَمَمْته.

  وقال شَيْخُنا: القَباءُ يُمَدُّ ويُقْصَرُ ويُؤَنَّثُ ويُذَكَّر، قيلَ: فارِسِيٌّ، وقيلَ: عَرَبيٌّ مِن قَبَوْتُ الشيءَ إذا ضَمَمْتَ عليه أَصابِعَك، سُمِّي به لانْضِمام أَطْرافِهِ، ورَوَى كَعْبٌ: أَنَّ أَوَّل مَنْ لَبِسَه سُلَيْمان، #.

  وأَغْرَبَ بعضُ أَهْلِ الغَريبِ فقالَ: ويُصْرَفُ ويُمْنَعُ فإنَّه لا يظْهرُ وَجْهٌ لمنْعِه، ولو صارَ عَلَماً إلَّا أن يكونَ عَلَمَ امْرأَةٍ، فتأَمَّل.

  قُلْتُ: أَما كَوْنه فارِسيًّا أَو عربيًّا فقد نَقَلَهُما ابنُ الجَوالِيقي في المُعَرَّب.

  وقالَ القاضِي المعافى: هو مِن مَلابِسِ الأعاجِمِ في الأغْلب، ومَنْ قالَ إنَّه عَرَبيٌّ فإمَّا لمَا فيه مِن الاجْتِماعِ، وإمَّا لجمْعِه وضمِّه إيَّاهُ عنْدَ لبْسِه، ومنه قولُ سحيم عبْد بَني الحَسْحاس:

  فإن تهزئي منِّي فيا ربّ لَيْلة ... تركتك فيها كالقَباءِ المفرّجِ⁣(⁣٢)

  ج أَقْبِيَةٌ.

  وقَبَّاهُ تَقْبِيةً: عَبَّاهُ، كذا في النُّسخِ، ونَصّ الأزْهري عن أَبي تُرابٍ: وعَبَا الثِّيابَ يَعْباها وقَبَاها يَقْباها: عَباها، وهذا على لُغةِ مَنْ يَرى تَلْيِين الهَمْزةِ. فقوْلُه: تَقْبيةً غَيْرُ مَعْروفٍ.

  كاقْتَباهُ. يقالُ: اقْتَبَى المَتاعَ واعْتَباهُ إذا جَمَعَه، نقلَهُ الأزْهري.

  وقَبَّا عليه: إذا عَدَا عليه في أمْره، وهذا أَيْضاً بالتّخْفِيف⁣(⁣٣).


(١) في التهذيب: مقبوة.

(٢) ديوانه ط مصر ص ٥٩ برواية: «فإن تضحكي مني». وفيه: ويروى: «فإن تهزئي».

(٣) كذا نظر له الشارح، والمثبت «قبأ» بالتشديد اقتضاه سياق القاموس كالتكملة.