تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شقه]:

صفحة 54 - الجزء 19

  وشُفِهَ زيدٌ: كَثُرَ سائِلُوه حتى أَنْفَدُوا ما عنْدَه، فهو مَشْفُوهٌ.

  قالَ ابنُ بَرِّي: وقد يكونُ المَشْفُوهُ الذي أَفْنَى مالَهُ عِيالُه ومَنْ يَقُوتُه؛ قالَ الفَرَزْدَقُ يَصِفُ صائِداً:

  عارِي الأَشاجِعِ مَشْفوهٌ أَخو قَنَصٍ ... ما يُطْعِمُ العَيْنَ نَوْماً غيرَ تَهْوِيمِ⁣(⁣١)

  وشُفِهَ المالُ: إذا كَثُرَ طالِبُوهُ، فهو مَشْفُوهٌ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  قد تُسْتعارُ الشَّفَةُ للفَرَسِ، كقَوْلِ أَبي دُوَاد:

  فبِتْنا جُلوساً على مُهْرِنا ... تنزعُ مِنْ شَفَتَيْهِ الصَّفارا⁣(⁣٢)

  الصَّفارُ: يبيسُ البُهْمى وله شوكٌ يَعْلَقُ بجَحافِلِ الخَيْلِ.

  واسْتَعارَ أَبو عبيدٍ الشَّفَةَ للدَّلْوِ قالَ: إذا خُرِزَتِ الدَّلْوُ فجاءَتِ الشَّفَةُ مائِلَةً قيلَ كذا.

  قالَ ابنُ سِيدَه: فلا أَدْرِي أَمِنَ العَرَبِ سَمِع هذا أَمْ هو تَعْبيرُ أَشْياخِ أَبي عُبيدٍ.

  وذات شَفَةٍ: الكَلِمَةُ.

  وماءٌ مَشْفُوهٌ: مَطْلوبٌ؛ عن اللَّيْثِ.

  وقيلَ: مَمْنُوعٌ مِنْ وِرْدِه لقِلَّتِه.

  وقيلَ: كثيرُ الأَهْلِ.

  وحَكَى ابنُ الأعْرابيِّ: شَفَهْتُ نَصِيبي، بالفتْحِ، ولم يُفَسِّرْه.

  ورَدَّ ثَعْلَب عليه ذلِكَ وقالَ: إنَّما هو سَفِهْتُ أَي نَسِيْتُ.

  وذُو الشَّفَةِ: خالِدُ بنُ سَلَمَةَ المَخْزومِيُّ أَحدُ خُطباءِ قُرَيْش وكان في شَفَتِه أَدْنَى علْم.

  [شقه]: شَقَّهَ النَّخْلُ تَشْفِيهاً: أَهْمَلَهُ الجوْهرِيُّ.

  وقالَ ابنُ الأثيرِ: أَي شَقَّحَها؛ كذا في النُّسخِ والصَّوابُ شَقّحَ، فإنَّه لازِمٌ غيرُ مُتَعدِّ؛ وبه فُسِّرَ الحدِيثُ: «نَهَى عن بَيْعِ التَّمْرِ حتى يُشْقِهَ»، والهاءُ بدلٌ مِنَ الحاءِ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  إشْقاه التَّمْرِ: أَنْ يَحْمَرَّ ويَصْفَرَّ كالإشْقاحِ؛ وبه رُوِي الحدِيثُ أَيْضاً.

  [شكه]: شاكَهَهُ مُشاكَهَةً وشِكاهاً: أَي شابَهَهُ وشاكَلَهُ وقارَبَهُ ووَافَقَهُ؛ ومنه المَثَلُ: شاكِهْ أَبا فلانٍ، أَي قارِبْ في المَدْحِ ولا تُطْنِبْ؛ يقالُ للرّجُلِ يُفْرِطُ في مدْحِ الشيءِ، كما يقالُ بدون ذا يَنْفَقُ الحِمَار؛ أَنْشَدَ الجوْهرِيُّ لزُهيرٍ:

  عَلَوْنَ بأَنْماطٍ عِتاقٍ وكِلَّةٍ ... وِرَادٍ حَواشِيها مُشاكِهَةِ الدَّمِ⁣(⁣٣)

  وقيلَ: أَصْلُ المَثَلِ: أَنَّ رَجُلاً رأَى آخَرَ يَعْرِضُ فرساً له على البَيْعِ، فقالَ له: هذا فَرَسُكَ الذي كنتَ تَصِيدُ عليه الوَحْشَ، فقالَ له: شاكِهْ أَبا فلانٍ.

  وتَشاكَها: تَشابَها.

  وقالَ أَبو عَمْرو بنُ العَلاءِ: أَشْكَهَ الأَمْرُ: مِثْلُ أَشْكَلَ؛ نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ.

  [شنه]: أُشْنُهُ، كقُنْفُذٍ: أَهْمَلَهُ الجوْهرِيُّ وصاحِبُ اللِّسانِ.

  وهكذا ضَبَطَه ياقوتُ، والهاءُ مَحْضة، وهي: ة قُرْبَ أَصْبَهانَ.

  وقالَ ياقوتُ: بَلْدَةٌ شاهَدْتُها في طَرَفِ أَذْرَبيجان مِن جِهَةِ إِرْبل بَيْنها وبينَ أُرمية يَوْمان، وبَيْنها وبينَ إرْبل خَمْسة أَيّام.

  * قُلْتُ: فأَيْن هذا مِن قوْلِ المصنِّفِ أَنَّها قُرْبَ أصْبَهان، وهو خَطَأٌ.


(١) ديوانه ط بيروت ٢/ ١٨٤ وعجزه:

فما ينام بحير غير تهويم

والمثبت كرواية اللسان.

(٢) اللسان برواية: «ننزع».

(٣) ديوانه ط بيروت ص ٧٦ واللسان والصحاح.