تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أبج]:

صفحة 284 - الجزء 3

  كأَنَّ في أَذْنَابِهِنَّ الشُّوَّلِ ... من عَبَس الصَّيْفِ قُرُونَ الإِجَّلِ

  يريد: الإِيَّل.

  وقال ابن منظور - عند إِنشادِ قوله:

  حتّى إِذا ما أَمْسَجَتْ وأَمْسَجَا

  ما نصه: أَمْسَتْ وأَمْسَى، ليس فيهما ياءٌ ظاهرةٌ يُنْطَق بها، وقوله: أَمْسَجَتْ وأَمْسَجَا، يقتضي أَن يكونَ الكلامُ أَمْسَيَتْ وأَمْسَيا، وليس النُّطْقُ كذلك، ولا ذُكِرَ أَيضاً أَنهم يُبْدِلُونَها في التَّقْدِير المَعْنَويّ، وفي هذا نَظَرٌ.

فصل الهمزة مع الجيم

  [أبج]: الأَبَجُ مُحَرَّكَةً الأَبَدُ لم يذكره الجَوْهَرِيّ، ولا ابنُ مَنْظُور، وذكره الصّاغَانِيّ في زوائد التَّكْمِلَة، وكأَنّ الجِيمَ بدلٌ عن الدّال، وهو غريب.

  [أجج]: الأَجِيجُ: تَلَهُّبُ النّارِ.

  ابنُ سِيدَه: الأَجَّةُ والأَجِيج: صوتُ النّار. قال الشّاعر:

  أَصرِفُ وَجهِي عن أَجِيجِ التَّنُّورْ ... كَأَنّ فيهِ صَوتَ فِيلٍ مَنْحُورْ

  وأَجَّتِ النّارُ تَئِجُّ وتَؤُجُّ أَجِيجاً، إِذا سَمِعْتَ صوتَ لَهَبِها، قال:

  كأَنَّ تَردُّدَ أَنفساسِه ... أَجِيجُ ضِرَامٍ زَفَتْه الشَّمَالْ

  كالتَّأَجُّجِ والائْتِجاجِ.

  وأَجَّجْتُهَا تَأْجِيجاً، فتَأَجَّجَتْ، وائتَجَّت، على افْتَعَلَتْ.

  وأَجِيجُ الكِيرِ: حَفيفُ النّارِ، والفِعْل كالفِعْل، وفي حديث الطُّفَيْل: «طَرَفُ سَوْطِه يتَأَجَّجُ» أَي يُضِيءُ، من أَجِيجِ النّارِ: تَوَقُّدِها.

  وفي الأَساس: أَجَّجَ النّارَ، فأَجَّتْ وتَأَجَّجَتْ، وهَجِيرٌ أُجَاج، للشّمْسِ فيه مُجَاج⁣(⁣١).

  وأَجَّ الظَّلِيمُ يَئِجُّ، بالكسر، ويَؤُجُّ، بالضَّمّ، أَجّاً، وأَجِيجاً - والوجهانِ ذَكَرهما الصَّاغانِيّ في التكملة وابن منظور في اللّسان، وعلى الّضمّ اقتصرَ الجَوْهَرِيّ والزّمخشَريّ، وهو على غير قياس، والكسرُ نقله الصّاغانيّ عن ابن دُرَيْدٍ، وقد رَدّهَا عليه أَبو عمر⁣(⁣٢) في فَائِتِ الجَمْهَرة، قاله شيخُنا -: عَدَا وله حَفِيفٌ، وفي اللّسان: سُمِعَ حَفِيفُه في عَدْوِه، قال يَصِف ناقةً:

  فَرَاحَتْ وأَطْرَافُ الصُّوَى مُحْزَئِلَّةٌ ... تَئِجُّ كَما أَجَّ الظَّلِيمُ المُفَزَّعُ

  وأَجَّ الرَّجُلُ⁣(⁣٣) يَئِجُّ أَجِيجاً: صَوَّتَ حكاه أَبو زيد، وأَنشد لجَمِيلٍ:

  تَئِجُّ أَجِيجَ الرَّحْلِ لمَّا تَحَسَّرَتْ ... مناكِبُها وابْتُزَّ عَنْهَا شَلِيلُها

  وأَجَّ يَؤُجّ أَجًّا: أَسْرَعَ، قال:

  سَدَا بِيَدَيْهِ ثُمّ أَجَّ بسَيْرِه ... كأَجِّ الظَّلِيمِ من قَنِيصٍ وكالِبِ

  وفي التَّهْذِيب: أَجَّ في سيره يَؤُجُّ، أَجًّا، إِذا أَسْرَعَ وهَرْوَلَ وأَنْشَد:

  يَؤُجُّ كما أَجَّ الظَّلِيمُ المُنَفَّرُ

  قال ابن بَرِّيّ: صوابُه تَؤُجُّ، بالتّاءِ، لأَنه يصف ناقَتَه، ورواه ابن دُرَيْد: «الظَّليم المُفَزّع».

  وفي حديث خَيْبَر: «فلما أَصْبَحَ دَعَا عَلِيًّا، فأَعْطَاه الرَّايَةَ فخَرَجَ بها يَؤُجُّ حَتّى رَكَزَها تَحْتَ الحِصْنِ» الأَجُّ: الإِسراع والهَرْوَلَةُ، كما في النِّهاية.

  وفي الأَساس: ومن المجاز: مَرَّ يَؤُجُّ في سَيرِه، إِذا كان له حَفِيفٌ كحفيفِ اللهَبِ⁣(⁣٤) وقد أَجَّ أَجَّةَ الظَّليمِ. وسَمِعْتُ أَجَّتَهُم⁣(⁣٥) حَفِيفَ مَشْيِهم واضطِّرابِهِمْ.

  والأَجَّةُ: الاخْتِلاطُ، وفي اللسان: أَجَّةُ القَوْمِ، وأَجِيجُهُم: اخْتلاطُ كلامِهم مع حَفِيفِ مَشْيِهِم، وقولهم: القَوْمُ في أَجَّةٍ، أَي في اخْتِلاطٍ.

  والأَجَّةُ، والائْتِجاجُ، والأَجِيجُ والإِجاجُ: شِدّةُ الحَرِّ وتَوَهُجُه، والجمع إِجاجٌ، مثل: جَفْنَةٍ وجفَانٍ.

  وقد ائْتَجَّ النَّهَارُ على افتعل، وتَأَجَّ وتَأَجَّجَ.

  ويقال: جاءَت أَجَّةُ الصَّيْفِ، قال رؤبة:


(١) مجاج الشمس أي لعابها.

(٢) عن التكملة، وبالأصل «أبو عمرو».

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله وأج الرجل، كذا في النسخ وكذا اللسان بالجيم، لكن قوله في البيت الآتي: أجيج الرحل، يقتضي أن يكون أجّ الرجل فليحرر».

(٤) عن الأساس ومكانها بالأصل: أي له حفيف كاللهب.

(٥) في الأساس: أجّة القوم بدل أجّتهم.