تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[صدر]:

صفحة 80 - الجزء 7

  والصَّخَرَاتُ، محرَّكةً: ع، بعَرَفَةَ، وهو الصَّخَراتُ السودُ، مَوْقِفُ النَّبيّ .

  وصُخَيْرَاتُ اليَمَامِ، جاءَ ذِكْره في حَدِيثِ عُثْمَانَ «أَنّه رَأَى رَجُلاً يَقْطَعُ سَمُرَةً بصُخَيْراتِ اليَمامِ».

  ولكن ضَبَطَه ابنُ الأَثِيرِ بالحاءِ المهملة جمعَ مصَغَّرٍ، واحِده صُحْرَة، وهي أَرْضُ لَيِّنَةٌ تكون في وَسَطِ الحَرَّةِ، قال: هكذا قاله أَبو موسى، فَسَّر اليَمَامَ بشَجَر أَو طَيْر، قال: فأَمّا الطّيْرُ فصحيحٌ، وأَما الشَّجَرُ فلا يُعْرَف فيه يَمام، بالياءِ، وإِنما هو ثُمَامٌ، بالثاءِ المثلّثَة، قال: وكذلك ضَبَطَه الحازِمِيّ، قال: هو صُحَيْرَاتُ الثُّمَامَة، ويقال فيه: الثُّمَامُ، بلا هاءٍ، قال: وهي مَنْزِلَةٌ نَزَلَهَا رسُولُ الله في تَوجُّهِه إِلى بَدْرٍ، ففي كلامِ المصنِّف قُصُورٌ من جهات، وقد أَشرنا إِليه في المادة التي تقدّمت.

  وصَخْرُ بنُ عَمْرو بنِ الشَّرِيدِ السُّلَمِيّ، أَخُو الخَنْسَاءِ الشاعرَةِ، وفيه تقول: وإِنَّ صَخْراً لتَأْتَمُّ الهُدَاةُ بهِ كأَنَّهُ عَلَمٌ في رَأْسِهِ نارُ وقد سَمَّوْا صَخْرَةَ وصَخْراً وصُخَيْراً.

  والتَّصْخير: التَّسخير، لغة فيه.

  * وممّا يستدرك عليه:

  رجل أَصْخَرُ الوَجْهِ، إِذا كانَ وَقَاحاً⁣(⁣١)، وهو مجاز، كما في الأَساس.

  بنو صَخْرٍ: قَبِيلَةٌ من جُذَام.

  ونقَل الحافظ عن الإِيناسِ للوزير ابنِ المَغْرِبِيّ: جميعُ ما في العَرَبِ صَخْرٌ بالخَاءِ المعجمة، إِلّا في ضجر بن الخَزْرَج، فهو بالضّادِ المعجَمَةِ والجيم.

  وصَخْرآباد⁣(⁣٢): قَرْيَة بِمَرْوَ، تُنْسَب إِلى صَخْرِ بنِ بُرَيْدَةَ بنِ الخَصِيبِ الأَسْلَمِيّ.

  وصَخَارُ بنُ عَلْقَمةَ، كسَحَاب: شاعِرٌ من خَوْلانَ.

  [صدر]: الصَّدْرُ: أَعْلَى مُقَدَّمِ كُلِّ شَيْءٍ وأَوَّلُه، حتى إِنهم ليقُولُون: صَدْرُ النّهَارِ والليلِ، وصَدْرُ الشِّتاءِ والصَّيْف وما أشبه ذلك، ويقولون: أَخَذَ الأَمْرَ بصَدْرِه، أَي بأَوَّلِه، والأُمورُ بصُدُورِهَا، وهو مَجاز.

  وكُلُّ ما وَاجَهَكَ صَدْرٌ، ومنه صَدْرُ الإِنسان.

  ومن المَجاز: رَصَفْتُ صَدْرَ السَّهْمِ: الصَّدْرُ من السَّهْم: ما جَا وَزَ مِن وَسَطِه إِلى مُسْتَدَقِّهِ، وهو الذي يَلِي النَّصْلَ إِذا رُمِيَ به، وسُمِّيَ بذلك لأَنه المُتَقَدِّمُ إِذا رُمِيَ.

  وقيل: صَدْرُ السَّهْمِ: ما فَوْقَ نِصْفِه إِلى المَرَاشِ، وعليه اقتصر الزَّمَخْشَرِيّ.

  والصَّدْرُ: حَذْفُ أَلفِ فاعِلُنْ في العَرُوضِ، لمعاقَبَتِهَا نونَ فاعِلاتُنْ، قال ابنُ سِيدَه: هذا قولُ الخَلِيل، وإِنما حُكْمه أَن يَقُولَ: الصَّدْرُ: الأَلِف المحذُوفَةُ، لمُعَاقَبَتِها نونَ فاعِلاتُنْ.

  والصَّدْرُ: الطّائِفَةُ من الشَّيْءِ.

  والصَّدْرُ: الرُّجُوعُ، كالمَصْدَرِ، صَدَر يَصْدُرُ، بالضَّمّ، ويَصْدِرُ، بالكَسْر، صُدُوراً وصَدْراً.

  والاسْمُ - من قَولِك صَدَرْتُ عن الماءِ، وعن البلادِ - الصَّدَرُ بالتَّحْرِيك، يقال: صَدَرَ عنه يَصْدُرُ صَدْراً ومَصْدَراً ومَزْدَراً، الأَخيرَةُ مُضارِعَةٌ، قال:

  ودَعْ ذَا الهَوَى قَبْلَ القلَى تَرْكُ ذِي الهَوَى ... مَتِينَ القُوَى خَيْرٌ من الصَّرْمِ مَزْدَرَا⁣(⁣٣)

  ومنه طَوافُ الصَّدَرِ، وهو طَوَافُ الإِفَاضة.

  وقَدْ صَدَرَ غَيْرَه، وأَصْدَرَهُ، وصَدَّرَهُ، والثانية أَعلَى، فَصَدَرَ هو، وفي التنزيل العزِيز: {حَتّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ}⁣(⁣٤) قال ابنُ سِيدَه: فإِمّا أَن يكون هذا على نيَّة التَّعَدِّي، كأَنّه قال: حتى يَصْدُرَ الرعاءُ إِبِلَهُم، ثمّ حذف المفعول، وإِمّا


(١) في الأساس: رجل صَخْرُ الوجه: وقاح.

(٢) في معجم البلدان: صَخْرَابَاذ ... آخره ذال.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: ودع ذا الهوى، هذا البيت في التكملة وفيها:

إذا المرء لم يبذل لك الود مقبلا ... يد الدهر لم يبذل لك الود مدبرا

فلا تطلبن الإلف بالود مدبراً ... عليك وخذ من عفوه ما تيسرا»

وردت الأبيات الثلاثة فيها في مادة «زدر».

(٤) سورة القصص الآية ٢٣.