تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رتج]:

صفحة 379 - الجزء 3

  انْتَفَخَتْ خَواصِرُهَا وعَظُمَتْ، فهو معنى قولِه «رَوِابجَا».

  وعن ابن الأَعرابيّ: أَبْرَجَ الرَّجُلُ إِذا جَاءَ بِبَنِين مِلَاحٍ.

  وأَرْبَجَ إِذَا جَاءَ بِبَنِينَ قِصَارٍ، وقد تَقَدَّمَ.

  وتَرَبَّجَتِ الناقَةُ⁣(⁣١) عَلَى وَلَدها، إِذا أَشْبَلَتْ.

  والتَّرَبُّجُ: التَّحَيُّرُ.

  والرَّبَاجِيَةُ ككَراهِيَة: الحَمْقَاءُ.

  والرَّبَاجِيّ بالفَتح: الضَّخْمُ الجَافِي الَّذي بينَ القَرْيَةِ والبَادِيَةِ.

  وفي اللسان: رَجُلُ رَبَاجِيٌّ: يَفْتَخِرُ بأَكثَرَ مِن فِعْلِه، قال:

  وتَلْقَاهُ رَبَاجِيًّا فَخُورَا

  والإِرْبِجَانُ: بالكسر: نَبْتٌ.

  وأَرْبِجُ، بفتح فسكون فكسر، بَلْدَةٌ من سَمَرْقَنْدَ، نُسب إِليها وَهْبُ بنُ جَمِيلِ بنِ الفَضْلِ، ويقال هي أَرْبِنْجَنْ، فحُذِفَ النُّونُ⁣(⁣٢).

  [رتج]: رَتَجَ البَابَ رَتْجاً: أَغْلَقَه، كَأَرْتَجَه: أَوْثَقَ إِغلَاقَه، وباب مُرْتَجٌ.

  وأَبَى الأَصمعيُّ إِلَّا أَرْتَجَه، وفي الحديث «إِنّ أَبوابَ السَّماءِ تُفْتَحُ ولا تُرْتَجُ» أَي لا تُغْلَقُ، وفيه «أَمرَنَا رَسولُ اللهِ، ، بإِرْتاجِ البابِ» أَي إِغلاقِه.

  ورَتَجَ الصَّبِيُّ رَتَجَاناً، محرّكةً إِذا دَرَجَ في المَشْيِ.

  ومن المجاز: رَتِجَ في مَنْطِقهِ رَتَجاً كفَرِحَ مأْخوذٌ من الرِّتَاجِ وهو البَابُ.

  وصَعِدَ المِنْبَرَ فَرَتِجَ عليه: اسْتَغْلَقَ عليه الكَلَامُ كأُرْتِجَ عليه، عَلَى ما لَمْ يُسَمَّ فاعِلُه، يقال أُرْتِجَ على القارِئ، إِذا لمْ يَقْدِرْ على القراءَةِ كأَنَّه أُطْبِقَ عليه كما يُرْتَجُ البَابُ.

  ومثله ارْتُتِجَ عليه واسْتُرْتِجَ، كلاهما على بِناءِ المفعولِ، ولا تَقُلْ ارْتُجَّ عليه، بالتشديد⁣(⁣٣)، وفي حديث ابن عُمَر «أَنه صَلَّى بهم المَغْرِبَ فقال: {وَلَا الضّالِّينَ}، ثم أُرْتِجَ عليه» أَي اسْتُغْلِقَتْ عليه القِراءَةُ.

  وفي التهذيب: أُرْتِجَ عليه وارْتُجَّ، وعن أَبي عَمْرٍو: تَرَجَ إِذا اسْتَتَرَ، ورَتِجَ إِذا أَغْلَقَ كَلاماً أَو غَيْرَه.

  وعن الفَرّاءِ: رَتِجَ الرَّجُلُ [وبَعِل]⁣(⁣٤) وَرجِيَ وغَزِلَ، كلّ هذا إِذا أَرادَ الكلام فأُرْتِجَ عليه.

  ويقال: أُرْتِجَ عَلى فُلانٍ إِذا أَرادَ قَوْلاً أَو شِعْراً فلم يَصِلْ إِلى تَمَامِه.

  ومن المجازِ: أَرْتَجَتِ النَّاقَةُ فهي مُرْتِجٌ، إِذَا قَبِلَتْ ماءَ الفَحْل فأَغْلَقَتْ رَحِمَهَا عَلَى ذلك الماءِ، أَنشد سِيبويهِ:

  يَحْدُو ثَمَانِيَ مُولَعاً بِلِقَاحِهَا ... حَتَّى هَمَمْنَ بِزَيْغَةِ الإِرْتَاجِ

  وفي التهذيب: يقال للحامِل مُرْتِجٌ، لأَنها إِذا عَقَدَتْ على ماءِ الفَحْلِ انْسَدَّ⁣(⁣٥) فَمُ الرَّحِمِ فلم يَدْخُلْه، فكأَنّهَا أَغلَقَتْه على مائِه.

  ومن المجاز أَرْتَجَت الدَّجَاجَةُ إِذا امْتَلأَ بَطْنُها بَيْضاً، وعبارة اللسان: إِذا امْتَلأَ ظَهْرُهَا بَطْناً⁣(⁣٦) وأَمْكَنَتِ البَيْضَةَ⁣(⁣٧)، كذلك.

  وفي التهذيب: قال شَمِرٌ: [في الحديث]⁣(⁣٨) «من رَكِبَ البَحْرَ إِذا أَرْتَجَ فقد بَرِئَتْ منه الذِّمَّةُ» وقال: هكذَا قَيَّدَه بخَطِّه، قال: ويقال أَرْتَجَ البَحْرُ، إِذا هَاجَ وقال الغِتْرِيفِيّ: أَرْتَجَ البَحْرُ إِذا كَثُرَ مَاؤُه فغَمَرَ، هكذا في نسختنا بالغين والميم والراءِ، ونصُّ التهذيب: فعَمَّ⁣(⁣٩) كُلَّ شَيْءٍ.

  وقال أَخوه: السَّنَةُ تُرْتِجُ، إِذا أَطْبَقَتْ بِالجَدْبِ، ولم يَجد الرَّجلُ [منه]⁣(⁣١٠) مَخْرَجاً، وكذلك إِرْتاجُ البَحْرِ لا يَجِدُ صَاحبُه منه مَخْرَجاً.


(١) في التكملة: الوالدة.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله النون لعله النونان وليحرر».

(٣) بهامش اللسان: قوله ولا تقل ارتجّ الخ وعن بعضهم أن له وجهاً وأن معناه: وقع في رجة، وهي الاختلاط، كذا بهامش النهاية ويؤيده عبارة التهذيب بعد».

(٤) زيادة عن التهذيب واللسان. وضبطت في التهذيب: بعَلَ وما اعتمدنا ضبط اللسان.

(٥) الأصل واللسان، وفي التهذيب: انسدّ باب رحمها فلم يدخله شيء.

(٦) كذا بالأصل واللسان، وفي التهذيب: بيضاً.

(٧) الأصل واللسان، وفي التهذيب: الضَّبَّة.

(٨) زيادة عن التهذيب.

(٩) زيادة عن التهذيب: فغمر.

(١٠) زيادة عن التهذيب.