تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نقذ]

صفحة 404 - الجزء 5

  وللْجُرْحِ نَفَذٌ، وللجِرَاحِ أَنْفَاذٌ.

  وطَعْنَةٌ لها نَفَذٌ، أَي نَافِذَةٌ وقال قَيْسُ بن الخَطِيمِ:

  طَعَنْتُ ابْنَ عَبْدِ القَيْسِ طَعْنَةَ ثَائِرٍ ... لَهَا نَفَذٌ لَوْلَا الشُّعَاعُ أَضَاءَهَا

  والشُعَاع: ما تَطَايَرَ مِن الدَّمِ، أَراد بالنَّفَذِ المَنْفَذَ، يقول: نَفَذَتِ الطَّعْنَةُ، أَي جاوَزَت الجانبَ الآخَرَ حتَّى يُضِيءَ نَفَذُهَا خَرْقَها، ولولا انتشارُ الدَّمِ الفائِرِ لأَبْصَرَ طاعِنُهَا ما وَرَاءَهَا، أَراد: لها نَفَذٌ أَضاءَهَا لولا شُعاعُ دَمِهَا. ونَفَذُهَا: نُفُوذُها إِلى الجانِب الآخَر، ومثْله في كتاب الفرق لابن السيد.

  وذَا مَنْفَذُ القَوْمِ ونَفَذُهم، وهذه مَنافِذُهم وأَنْفَاذُهم.

  وقال أَبُو عُبَيْدَة: مِن دوائرِ الفَرَسِ دَائرَةٌ نافِذَةٌ، وذلك إِذا كانَت الهَقْعَةُ في الشِّقَّيْنِ جَمِيعاً، فإِن كانت في شِقٍّ واحدٍ فهي هَقْعَةٌ.

  ويقال: سِرْ عَنْكَ، وانْفُذْ عَنْك⁣(⁣١)، أَي امْضِ عَنْ مَكَانِكَ وجُزْهُ.

  ونافِذٌ: مَوْلًى لعبد الله بن عامرٍ، وإِليه نُسِبَ نَهْرُ نافِذٍ بالبصرة، كان عبدُ الله وَلَّاه حَفْرَه فغَلَبَ عليه.

  ونافِذٌ: أَبو مَعْبَدٍ مولَى ابنِ عَبَّاسٍ، حَديثُه في الصِّحاحِ.

  والنَّافِذُ بن جَعُونَةَ، له ذِكْرٌ.

  [نقذ] النَّقْذُ: التَّخْلِيصُ والتَّنْجِيَةُ، كالإِنْقاذِ والتَّنْقِيذِ والاسْتِنْقَاذِ والتَّنَقُّذِ، وفي الصحاح: أَنْقَذَه مِن فُلانٍ، واستَنْقَذَه منه، وتَنَقَّذَه، بمعنًى، أَي نَجَّاه وخَلَّصَه، ومثْله في التهذيب، وقول لُقَيْمِ بن أَوْسٍ الشيبانيِّ:

  أَوْ كَان شُكْرُك أَنْ زَعَمْتَ نَفَاسَةً ... نَقْذِيكَ أَمْسِ ولَيْتَنِي لمْ أَشْهَدِ

  نَقْذِيك، كما تقول ضَرْبِيك، أَي نَقْذِي إِيّاك وضَرْبِي إِيّاك.

  والنَّقْذُ: السَّلَامَةُ والنَّجَاةُ. ومنه قَولُهم، نَقْذاً لَكَ دُعاءٌ بالسلامة للعَاثِرِ، كذا في الأَساسِ، هكذا يقولُه أَهلُ اليَمن، كما في التكملة.

  والنَّقَذُ، بالتحريك: ما أَنْقَذْتَه وهو فَعَلٌ بمعنى مَفعول، مِثْلُ نَفَضٍ وقَبَضٍ.

  والنَّقَذ مَصْدَرُ نَقِذَ الرجلُ كفَرِحَ: نَجَا وسَلِمَ، ومن الأَمْثَال «مَالَه نَقَذٌ»، قد تقدم في ش ق ذ.

  والأَنْقَذُ: القُنْفُذُ - وسبق في الدال المهملة، ومن أَمثالهم «بَاتَ بِلَيْلَةِ أَنْقَذَ» ضُبِط بالوجهين، يُضْرَب لمن سهِرَ لَيْلَه كُلَّه.

  والنَّقِيذَةُ: فَرَسٌ أَنْقَذْتَه مِن العَدُوِّ وأَخذتَه منه، جَمْعُه نقائِذُ، والذي في التهذيب: واحدُ الخَيْلِ النقائذِ نَقِيذٌ، بغير هاءٍ. وفي المحكم: فَرَسٌ نَقَذٌ، إِذا أُخِذ مِن قَوْمٍ آخرينَ، وخَيْلٌ نقائِذُ: تُنُقِّذَتْ من أَيدِي الناسِ أَو العَدُوِّ، واحدُهَا نَقِيذٌ، عن ابن الأَعْرَابِيّ، وأَنشد:

  وَزُفَّتْ لِقَوْمٍ آخَرِينَ كَأَنَّهَا ... نَقِيذٌ حَوَاهَا الرُّمْحُ مِنْ تَحْتِ مُقْصِدِ

  وفي الأَساس: وبَعِيرٌ أَو غيرُه⁣(⁣٢) من النقائذ، وهو ما أَخَذَه العَدُوُّ وتَمَلَّكَه ثم رَجَعْتَ فأَخذْتَه منه وتَنَقَّذْتَه مِن يَدِه، وهو نَقِيذَةٌ ونَقِيذٌ ونَقَذٌ.

  وعن المفضّل: النَّقِيذة: الدِّرْع، لأَن صاحبها إِذَا لَبِسَهَا أَنْقَذَتْه مِن الُّسيُوفِ، وأَنشدَ لِيَزِيدَ بنِ الصَّعِقِ:

  أَعْدَدْتُ لِلْحِدْثَانِ كُلَّ نَقِيذَةٍ ... أُنُفٍ كَلَائِحَةِ المُضِلِّ جَرُورِ

  قال: الأُنُفُ: الطَّوِيلة. ولائِحَةُ المُضِلّ: السَّرَابُ.

  جَعَلَهَا تَبْرُق كالسَّرَابِ لِحِدَّتِهَا. وقال الأَزْهَرِيّ: وقَرَأْتُ بِخَطِّ شَمِرٍ: النَّقِيذَةُ: الدِّرْعُ المُسْتَنْقَذَة مِن عَدُوٍّ، وأَنْشَدَ قَوْلَ يزيد، وقال: أُنُفٌ: أَي لم يَلْبَسْها غَيْرُه.

  والنَّقِيذَة: المَرْأَةُ كَانَ لها زَوْجٌ.

  ومُنْقِذٌ، كَمُحْسِنٍ: اسم رَجُل.

  ونَقَذَةُ، مُحَرَّكةً: ع ذَكرَه في الجَمْهَرَة.


(١) في التهذيب: ولا معنى لعنك.

(٢) عبارة الأساس: وهذا الفرس أو البعير أو غيرهما.