تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رضع]:

صفحة 164 - الجزء 11

  وِقالَ ابنُ عَبّاد: المِرْصَاعُ، كمِحْرَاب: دُوَّامَةُ الصِّبْيَان، وقال: المَرَاصِيعُ: المَدَاحِي، وهي كُلُّ خَشَبَةٍ يُدْحَى بِها، كُرَةٌ أَو غَيْرُها.

  قال: والمُرْصِعُ، كمُحْسِنٍ: النَّحْلُ لَهَا رَصَعٌ، ج: مَرَاصِيعُ وقد تَقَدَّم الكَلامُ عليهِ أَنَّ الصَّوابَ فيه الضّادُ المُعْجَمَة.

  وِالتَّرْصِيعُ: التَّرْكِيبُ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.

  وِقال ابنُ عَبّاد: التَّرْصِيعُ: التَّقْدِيرُ، والنَّسْجُ، كما يُرَصِّعُ الطائرُ عُشَّهُ، وفي الأَسَاس: رَصَّعَ الطائرُ عُشَّه بقُضْبَانٍ ورِيشٍ: قارَبَ بَعْضَه من بَعْضٍ، ونَسَجَه.

  وِالتَّرْصِيعُ: النَّشَاطُ، عن ابنِ عَبّادٍ. والذي ذَكَرَه الجَوْهَرِيُّ: التَّرَصُّع: النَّشَاطُ، زادَ في اللِّسَانِ: مثل التَّعَرُّصِ⁣(⁣١)، أَي هو مَقْلُوبَه.

  وِقال أَبو عُبَيْدَةَ - في كتابِ الخَيْلِ -: فَرَسٌ مُرَصَّعُ الثُّنَنِ، كمُعَظَّم، إِذا كانَت ثُنَنُهُ بعضُها فَوْقَ⁣(⁣٢) بَعْضٍ ونصُّ أَبِي عُبَيْدَة «في بعضٍ».

  وِتَاجٌ مُرَصَّعُ وسَيْفٌ مُرَصَّعٌ بالجَوَاهِرِ، أَي مُحَلًّى بها، ونَصُّ الصّحاح: يُقَال: تاجٌ مُرَصَّعٌ بالجَوَاهِرِ، وسَيْفٌ مُرَصَّعٌ، أَي مُحَلًّى بالرَّصائِعِ، وهي حَلَقٌ يُحَلَّى بها.

  وِارْتَصَعَ: الْتَزَقَ، عن ابْنِ عَبّادٍ، وقِيلَ لبَعْضِهِم: يَدَاكَ مُرْتَصِعَتانِ، قال: كَلّا، بل فَلْجَاوَانِ.

  وِارْتَصَعَت أَسْنَانُهُ: تَقَارَبَتْ والْتَزَقَتْ. وفي الأَساسِ: أَسْنَانُه مُرْتَصِعَةٌ، أَي مُرْتَصَّةٌ.

  وِتَرَاصَعَتِ الطَّيْرُ، والغَنَمُ والعَصافيرُ، إِذا تَسافَدَت.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الرَّصَعُ، مُحَرَّكةً: أَنْ يَكْثُرَ على الزَّرْعِ الماءُ وهو صَغِيرٌ، فيَصْفَرَّ ويُحَدِّدَ، ولا يَفْتَرِشُ منه شيءٌ، ويَصْغُر حَبُّه.

  وِرَصِعَتْ عَيْنُه، كفَرِح: فَسَدَتْ. والسِّينُ أَكثر.

  وِرَصَعَ الشَّيْءَ: عَقَدَه عَقْداً مُثَلَّثاً مُتَداخِلاً، كعَقْدِ التَّمِيمَةِ ونَحْوِهَا، وإِذَا أَخَذْتَ سَيْراً فعَقَدْتَ فيه عُقَداً مُثَلَّثةً، فذلِكَ التَّرْصِيعُ. والمَرَاصِعُ: الخُتُومُ، قال الفَرَزْدقُ:

  وِجِئْنَ بأَوْلَادِ النَّصَارَى إِلَيْكُمُ ... حَبَالَى وفي أَعْنَاقِهِنَّ المَراصِعُ

  وِرَصِيعَةٌ ورَصِيعٌ، كشَعِيرَةٍ وشَعِيرٍ: سَيْرٌ يُضْفَرُ بينَ حِمَالَةِ السَّيْفِ وجَفْنِه، وبه فُسِّرَ بَيتُ الهُذَلِيِّ⁣(⁣٣) السابِقُ في «ر س ع».

  وِرَصَّعَ العِقْدَ بالجَوْهَرِ تَرْصِيعاً: نَظَمَه فيه، وضَمَّ بَعْضَه إِلى بَعْضٍ، وفي حديثِ قُسٍّ: «رَصِيع أَيْهُقانٍ» يَعْنِي أَنَّ هذا المَكَانَ قد صارَ بحُسْنِ هذا النَّبْتِ كالشَّيْءِ المُحَسَّنِ المُزَيَّنِ بالتَّرْصِيعِ. والأَيْهُقَانُ: نَبْتٌ، ويُرْوَى بالضّادِ المُعْجَمَةِ، وسَيَأْتِي.

  وِالمِرْصَعانُ، بالكَسْرِ: صَلاءَةٌ عَظيمةٌ من الحِجارَةِ، وفِهْرٌ مُدَوَّرَةٌ تمَلَأُ الكَفَّ. عن أَبِي حَنِيفَةَ. ورَصَعَتْ بهما: دَقَّتْ.

  وابنُ الرَّصَّاعِ، كشدَّادٍ: مُحَدِّثُ تُونُسَ، مشهورٌ.

  وِرَاصَعَ الطَّيْرُ أُنْثَاه: سافَدَها.

  وِالتَّرْصِيعُ: نوعٌ من أَنواعِ الجِنَاسِ في البَدِيعِ.

  [رضع]: رَضَعَ الصَّبِيُّ أُمَّهُ، كسَمِعَ وضَرَبَ، الثانِيَةُ لُغَةُ نَجْدٍ، والأُولَى لُغَة تِهَامَةَ، كما في الصّحاحِ والعُبَابِ واللِّسَانِ. وفي الْمِصْبَاح بعَكْسِ ذلِكَ، قال الجَوْهَرِيُّ: قالَ الأَصْمَعِيُّ: أَخْبَرنِي عِيسَى بنُ عُمَرَ أَنَّه سَمِعَ العَرَبَ تُنْشِدُ هذا البَيْتَ - لابْنِ هَمّام السَّلُولِيِّ - عَلَى هذِه اللُّغَةِ:

  وِذَمُّوا لنا الدُّنْيَا وهُمْ يَرْضِعُونَها ... أَفاوِيقَ حَتَّى ما يَدِرُّ له ثُعْلُ

  وفي العُبَابِ: هو قَوْلُ عَبْدِ الله بنِ هَمّامٍ يُخَاطِبُ النُّعْمَانَ بنَ بَشِيرٍ ®:

  فقَبْلَكَ ما كانَتْ تَلِينا أَئِمَّةٌ ... يُهِمُّهُمُ تَقْوِيمُنَا وهُمُ عُضْلُ

  يَذُمُّونَ دُنْيَاهُمْ، وهُمْ يَرْضِعُونَهَا ...

  هكذا بكَسْرِ الضّادِ، رَضْعاً، بالفَتْح، مصدر رَضَعَ


(١) عن اللسان وبالأصل «التعرض» وفي التهذيب: «العَرَص».

(٢) في القاموس: «في» موافقاً لما في التهذيب واللسان.

(٣) يعني قول أبي ذؤيب الهذلي.

رميناهم حتى إذا اربَثّ جمعهم ... وِصار الرصيع نهية للحمائل