تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شخف]:

صفحة 294 - الجزء 12

  ومَا لِشَآفَةٍ في غَيْرِ شَيْءٍ ... إِذَا وَلَّى صَدِيقُكَ مِنْ طَبِيبِ

  أي: أَبْغَضْتُهُ، وَالذي نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ: وشَئِفْتُ مِن فُلانٍ، شَأْفاً، بالتَّسْكِينِ: أي أَبْغَضْتُه، وقد أَهْمَلَهُ المُصَنِّفُ، وَهو صحيحٌ، كما أشَارَ إِليه الصَّاغَانِيُّ في التكملةِ، أَو شَئِفْتُهُ: خِفْتُ أَنْ يُصِيبَنِي بِعَيْنٍ، أو دَلَلْتُ عَلَيْهِ مَنْ يَكْرَهُ، قَالَهُ ابنُ الأَعْرَابِيِّ.

  وقال الأَزْهَرِيُّ، قالوا: شَئِفَتْ أَصَابِعُهُ، وَفي المُحْكَمِ: يَدهُ: وسَئِفَتْ، بالشَّينِ والسِّينِ: إذا تَشَعَّثَ مَا حَوْلَ أَظْفَارِهَا، وتَشَقَّقَ، قلتُ: وكذلك سَعِفَتْ، وهو قَوْلُ ابنِ الأَعْرَابِيِّ وأَبي زَيْدٍ، وقال ثَعْلَبٌ: هو تَشَقُّقٌ في الأَظْفَارِ.

  وقال أَبو عُبَيْدٍ: شُئِفَ كَعُنِيَ، فهو مَشْئُوفٌ، مِثَالُ زُئِدَ، وَجُئِثَ: إذا فَزِعَ وذُعِرَ.

  وقال بَعْضُهم: شَأْفَ الْجُرْحِ: فَسَادُهُ حتى لَا يَكَادُ يَبْرَأُ، كما في العُبَابِ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  شَئِفَ صَدْرُهُ عليَّ شَأَفاً - من حَدِّ عَلِم - أي غَمِرَ.

  وَقيل: شَأْفَةُ الرَّجُلِ: أَهْلُهُ وعِيَالُهُ، ومنه الدُّعاءُ: اسْتأَصَلَ الله شَأْفَتَهم⁣(⁣١)، وفي رِوَايةٍ.

  وَالشَّأْفَةُ: العَدَاوَةُ، وهو مَجازٌ، ومنه قَوْلُ الكُمَيْتِ:

  وَلم نَفْتَأْ كذلك كُلَّ يَوْمٍ. ... لِشَأْفَةِ واغِرٍ مُسْتَأْصِلِينَا

  وَاسْتَشْأَفَتِ القَرْحَةُ: صَارَ لها أَصْلٌ، ورَجُلٌ شَأَفَةٌ، مُحَرَّكةً: عَزِيزٌ مَنِيعٌ، وقَلْبٌ شَئِفٌ، كَكَتِفٍ، وأَنْشَدَ ابنُ القَطّاعِ:

  يَا أَيُّهَا الْجَاهِلُ أَلَّا تَنْصَرِفْ ... ولم تُدَاوِ قَرْحَةَ الْقَلْبِ الشَّئِفْ

  [شحذف]: الشُّحْذُوفُ، كَعُصْفُورٍ، أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ، وَصاحبُ اللِّسَانِ، وفي العُبَابِ: هو مِن الْجَبَلِ وغَيْرِهِ: الْمُحَدَّدُ، وَمِثْلُه في التَّكْمِلَةِ، بالذَّالِ المُعْجَمَةِ بعدَ الحاءِ.

  [شحف]: الشَّحْفُ، كَالْمَنْعِ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وقال ابنُ دُرَيْدٍ: هو قَشْرُ الْجِلْدِ عَن الشَّيْءِ، وَهي لُغَةٌ يَمَانِيَةٌ، كما في العُبَابِ، واللِّسَانِ.

  [شخف]: الشَّخَافُ، كَكِتَابٍ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وقال اللَّيْثُ: هو اللَّبَنُ، لُغَةٌ حِمْيَرِيَّةُ، وقال أبو عمرِو: الشَّخْفُ: صَوْتُهُ عِنْدَ الْحَلْبِ، يُقَال: سَمِعْتُ له شَخْفاً وأَنْشَدَ:

  كَأَنَّ صَوْتَ شَخْبِهَا ذِي الشَّخْفِ ... كَشِيشُ أَفْعَى في يَبِيسِ قُفِّ

  قال: وبه سُمِّيَ اللَّبَنُ شِخَافاً.

  [شدف]: الشَّدَفُ، مُحَرَّكَةً: الشَّخْصُ مِن كُلِّ شَيْءٍ يُرَى مِنْ بُعْدٍ، ووَهِمَ اللَّيْثُ، فَذَكَرَهُ بِالسِّينِ المُهْمَلَةِ. ج: شُدُوفٌ، نَصّ الجَوْهَرِيُّ: وهذا الحَرْفُ في كتابِ العَيْنِ بالسِّينِ غيرُ مُعْجَمَةٍ، قال ابنُ دُرَيْدٍ: وهو تَصْحِيفٌ.

  قلتُ: ونَصُّهُ في الجَمْهَرَةِ: يُقال: رَأَيْتُ شَدَفاً، أي: شَخْصاً، قال: فلا تَنْظُرَنَّ إلى ما جَاءَ به اللَّيْثُ عن الخَلِيلِ، في كتابِ العَيْنِ، في بابِ السِّينِ، فقَالَ: سَدَفٌ في مَعْنَى شَدَفٍ، فإِنَّمَا ذلك غَلَطٌ مِن اللَّيْثِ علَى الخَلِيلِ.

  قلتُ: وقال غيرُ ابنِ دُرَيْدٍ: هما لُغَتَانِ، قال ابنُ بَرِّيّ: وَأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ:

  وَإِذَا أَرَى شَدَفاً أَمَامِي خِلْتُهُ ... رَجُلاً فَجُلْتُ⁣(⁣٢) كَأَنَّنِي خُذْرُوفُ

  وَقال سَاعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ الهُذَلِيُّ:

  مُوكَّلٌ بِشُدُوفِ الصَّوْمِ يَرْقُبُهَا ... مِنَ الْمَغَارِبِ مَخْطُوفُ الْحَشَى زَرِمُ⁣(⁣٣)

  قال يَعْقُوبُ: إِنَّمَا يَصِفُ الحِمَارَ إذا وَرَدَ الماءَ، فعَيْنُهُ نَحْوَ الشَّجَرِ، لأَنَّ الصَّائدَ يكْمُنُ بَيْنَ الشَّجَرِ، فيقولُ: هذا الحمارُ مِن مَخافَةِ الشُّخُوصِ كأَنَّهُ مُوَكَّلٌ بالنَّظَرِ إِلَى شُخُوصِ هذه الأَشْجَارِ، مِن خَوْفِهِ مِنْ الرُّمَاة، يَخافُ أَن


(١) فسره الزمخشري في الأساس أي عداوتهم وأذاهم.

(٢) عن اللسان وبالأصل «فخلت كأنني».

(٣) ديوان الهذليين ١/ ١٩٤ برواية: يرقبها، وفي البيت إقواء لتغير حركة الروي من الجر الى الرفع، فالبيت من قصيدة مجرورة القافية وقبله:

من فوقه شعف قرّ واسفله ... جيّ تنطّق بالظيان والعتمِ